الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22994 10010 - (23505) - (5 \ 413) عن عبد الله بن ناشر من بني سريع قال: سمعت أبا رهم قاص أهل الشام يقول: سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم فقال لهم: " إن ربكم خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب، وبين الخبيئة عنده لأمتي"، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله، أيخبئ ذلك ربك عز وجل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر، فقال: "إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده"، قال أبو رهم: يا أبا أيوب، وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأكله الناس [ ص: 464 ] بأفواههم فقالوا: وما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو أيوب: دعوا الرجل عنكم أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن، بل كالمستيقن: إن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: "رب من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه أدخله الجنة "

التالي السابق


* قوله: "وبين الخبيئة": أي: الشفاعة التي خبأها النبي صلى الله عليه وسلم للأمة ليوم الحساب، والخبيئة؛ أي: رفع التخيير، وجمع بين سبعين ألفا والخبيئة مع زيادة سبعين ألفا مع كل ألف.

* "أن يقول: رب. إلخ": أي: الشفاعة لأهل التوحيد عموما، والمراد: التوحيد المعتبر شرعا، فلا بد من الشهادة بالرسالة.

* * *




الخدمات العلمية