الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22045 9627 - (22551) - (5 \ 299) عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح فوجدته قد اجتمع إليه ناس من الناس قال: حدثنا أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء وقال: " عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد، فجعفر، فإن أصيب جعفر، فعبد الله بن رواحة الأنصاري " فوثب جعفر فقال: بأبي أنت يا نبي الله وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا قال: "امضوا، فإنك لا تدري أي ذلك خير". قال: فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناب خبر، أو ثاب خبر، شك عبد الرحمن، ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له". فاستغفر له الناس، " ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه". فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه وقال: "اللهم هو سيف من سيوفك فانصره، وقال عبد الرحمن مرة: فانتصر به". فيومئذ سمي خالد سيف الله، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "انفروا، فأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد " فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا.

التالي السابق


* قوله: "ما كنت أرهب": أي: أخاف، والمراد، أي: أظن؛ فإن الظان بتحقق ما يخاف منه يخاف.

* " أي ذلك": أي: أي الأمرين؛ من استعمال زيد عليك، وعدم استعماله. [ ص: 255 ]

* "ناب خبر": - بالنون -؛ أي: نزل.

* "أو ثاب": - بالمثلثة -؛ أي: رجع خبر؛ أي: جاء، و "أو" للشك.

* "جيشكم هذا": أي: هذا الجيش، أفرد لإفراد لفظ الجيش.

* * *




الخدمات العلمية