الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
21383 9326 - (21890) - (5 \ 216 - 217) عن هشام بن سعد، أخبرني يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه، قال: كان ماعز بن مالك في حجر أبي، فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنعت، لعله يستغفر لك. وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرج، فأتاه فقال: يا رسول الله،، إني زنيت، فأقم علي كتاب الله. فأعرض عنه، فعاد، فقال: يا رسول الله،، إني زنيت، فأقم علي كتاب الله. فأعرض عنه، ثم أتاه الثالثة، فقال: يا رسول الله،، إني زنيت، فأقم علي كتاب الله. ثم أتاه الرابعة، فقال: يا رسول الله،، إني زنيت، فأقم علي كتاب الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنك قد قلتها أربع مرات، فبمن؟ " قال: بفلانة. قال: " هل ضاجعتها؟ " قال: نعم. قال: "هل باشرتها؟ " قال: نعم. قال: " هل [ ص: 41 ] جامعتها؟ " قال: نعم. قال: فأمر به أن يرجم، قال: فأخرج به إلى الحرة، فلما رجم، فوجد مس الحجارة، جزع، فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس، وقد أعجز أصحابه، فنزع له بوظيف بعير، فرماه به، فقتله، قال: ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: "هلا تركتموه لعله يتوب، فيتوب الله عليه".

قال هشام: فحدثني يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي حين رآه: "والله يا هزال، لو كنت سترته بثوبك، كان خيرا مما صنعت به".

التالي السابق


* قوله: "كتاب الله ": أي: حده المكتوب على من زنى.

* "إنك قد قلتها أربع ": أي: فلزمك الحد، وفيه: أن بالإقرار مرة لا يلزم، فلذلك أعرض عنه، وإلا فليس للإمام الإعراض عن إقامة الحد بعد ثبوته.

* "فبمن ": "الفاء" لترتب هذا السؤال على ما سبق من الإقرارات، و "الباء" جارة، و "من " استفهامية.

* "جزع ": كعلم.

* "وقد أعجز أصحابه ": عن أن يدركوه.

* "بوظيف بعير": الوظيف - كالرغيف - من الحيوان: ما فوق الرسغ إلى الساق، وقيل: مقدم الساق.

* "وسترته بثوبك ": أي: لو أرشدته إلى الإخفاء والتوبة، لكان أولى.

* * *




الخدمات العلمية