الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( والشريكان في العمل إذا غاب أحدهما ، أو مرض ، أو لم يعمل ، وعمل الآخر : فالربح بينهما على ما اشترطا ) ; لما روي { أن رجلا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أنا أعمل في السوق ، ولي شريك يصلي في المسجد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لعلك بركتك منه } . والمعنى أن استحقاق الأجر بتقبل العمل - دون مباشرته - والتقبل كان [ ص: 158 ] منهما ، وإن باشر العمل أحدهما . ألا ترى أن المضارب إذا استعان برب المال في بعض العمل كان الربح بينهما على الشرط . أولا ترى أن الشريكين في العمل يستويان في الربح ، وهما لا يستطيعان أن يعملا على وجه يكونان فيه سواء ، وربما يشترط لأحدهما زيادة ربح لحذاقته ، وإن كان الآخر أكثر عملا منه ، فكذلك يكون الربح بينهما على الشرط ما بقي العقد بينهما ، وإن كان المباشر للعمل أحدهما ، ويستوي إن امتنع الآخر من العمل بعذر ، أو بغير عذر ; لأن العقد لا يرتفع بمجرد امتناعه من العمل ، واستحقاق الربح بالشرط في العقد .

التالي السابق


الخدمات العلمية