الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الخامسة عشرة: في بيان الألفاظ المستعملة بين أهل هذا الشأن في الجرح والتعديل، وقد رتبها أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتابه في الجرح والتعديل فأجاد وأحسن. ونحن نرتبها كذلك، ونورد ما ذكره، ونضيف إليه ما بلغنا في ذلك عن غيره إن شاء الله تعالى.

أما ألفاظ التعديل فعلى مراتب:

الأولى: قال ابن أبي حاتم: "إذا قيل للواحد: إنه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه".

[ ص: 602 ]

التالي السابق


[ ص: 602 ] 97 - قوله: (أما ألفاظ التعديل فعلى مراتب:

الأولى: قال ابن أبي حاتم: "إذا قيل للواحد: إنه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه") انتهى.

اقتصر المصنف تبعا لابن أبي حاتم على أن هذه الدرجة الأولى، وكذا قال الحافظ أبو بكر الخطيب في (الكفاية): "أرفع العبارات أن يقال: حجة أو ثقة" انتهى.

وقد زاد الحافظ أبو عبد الله الذهبي في مقدمة كتابه (ميزان الاعتدال) درجة قبل هذه هي أرفع منها، وهي "أن يكرر لفظ التوثيق المذكور في الدرجه الأولى، إما باللفظ بعينه كقولهم: ثقة ثقة، أو مع مخالفة اللفظ الأول كقولهم: ثقة ثبت، أو: ثبت حجة، أو نحو ذلك.

[ ص: 603 ] وهو كلام صحيح؛ لأن التأكيد الحاصل بالتكرار لابد أن يكون له مزية على الكلام الخالي عن التأكيد. والله أعلم.




الخدمات العلمية