الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          واجب الشباب ...

          إن أول ما يجب على شبابنا أن يصنعوه هـو تصحيح نظرتهم، وتقويم أفكارهم حتى يعرفوا دينهم على بصيرة، ويفقهوه عن بينة.

          ونقطة البداية في هـذا الفقه المنشود هـي: سلامة المنهج الذي يجب أن يسلكوه في فهم الإسلام, والتعامل مع أنفسهم ومع الناس والحياة على أساسه.

          ولهذا اهتم علماء الأمة بوضع القواعد والضوابط اللازمة لحسن الفهم والاستنباط، فيما نص عليه الشارع، أو فيما لا نص فيه.

          ومن هـنا نشأ علم " أصول الفقه " ليضبطوا به فقههم، ويعنون بالفقه: التفكير الإسلامي في استنباط الأحكام العملية من أدلتها التفصيلية، ومن هـنا كان بحثهم في الحكم والحاكم، والمحكوم به، والمحكوم عليه، وبحثوا في الأدلة الأصلية والتبعية، وبحثوا في الأمر والنهي ، والخاص والعام ، والمطلق والمقيد ، والمنطوق والمفهوم ، وبحثوا في مقاصد [ ص: 150 ] الشريعة وما جاءت به من رعاية المصالح، ودرء المفاسد، وقسموا المصالح إلى ضرورية وحاجية وتحسينية... إلى آخر ما جاء به علم أصول الفقه، على تنوع طرق التأليف فيه، وهو علم من حق المسلمين أن يفخروا به، لأنه لا يوجد له نظير عند الأمم الأخرى.

          على أن هـناك قواعد وضوابط قد لا تضمها كتب الأصول الرسمية، وإنما توجد منثورة في كتب أصول التفسير وعلوم القرآن، أو في كتب علم الحديث ومصطلحه التي يطلق عليها أيضا: " أصول الحديث " .

          وهناك غير هـذه وتلك، قواعد وضوابط متناثرة في كتب أهل التحقيق، قد يجدها في كتب العقائد أو التفسير، أو في شروح الحديث، أو في كتب الفقه، أو غيرها، يلحظها من كان له بصر بالشريعة وأسرارها.

          المهم إذن هـو الفقه الواعي لدين الله، الفقه الذي لا يعتمد على قراءات فجة، ولا على فهم سطحي لنصوص الشرع، يخطف الآيات والأحاديث خطفا، دون تبصر وتعمق لأسرارها ومقاصدها، إنما نريده فقها رشيدا متكاملا، يقوم على منهج سديد.

          هذا الفقه أو الوعي الذي ننشده لأجيالنا المسلمة الصاعدة يجب أن يراعي عدة أمور:

          التالي السابق


          الخدمات العلمية