( وبعد ) أي : بعد وذلك ( في ) سنة ( تسع ) بتقديم المثناة الفوقانية ( تلي سبعينا ) بتقديم السين المهملة من بعد مائة ، كانت ( وفاة ) إمام دار الهجرة وأحد المقلدين الثوري فيما قاله أبي عبد الله ( مالك ) هو ابن أنس الواقدي وأحمد وعبيد الله بن عمر القواريري والقعنبي وأبو بكر بن أبي الأسود وعلي بن المديني وعبد الله بن نافع الصائغ وأصبغ بن الفرج وأبو مصعب والمدائني وأبو نعيم ومصعب بن عبد الله ، وزاد في صفر ، وقال : في صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وقال : في يوم الأحد لثلاث عشرة خلت منه ، وأبو طاهر بن السرح ، وقال : لعشر مضين منه . وهي في [ ص: 337 ] هذه السنة باتفاق ، وبه ويحيى بن بكير جزم الذهبي في العبر ، وشذ فيما رواه هقل بن زياد ابن فهر من جهته فقال : سنة ثمان ، وهو ابن خمس وثمانين أو سبع أو تسع أو تسعين بالمدينة في خلافة هارون ، ودفن بالبقيع وقبره هناك عليه قبة ، واختلف في مولده فقيل : سنة تسع وثمانين ، قاله وهو غريب ، وقيل : تسعين . وبه جزم الواقدي وقيل : إحدى . وقيل : اثنتين . قاله أبو مسهر ، ، وقيل : ثلاث . وهو أشهر الأقوال ، ونسب أبو داود السجستاني لأبي داود أيضا ، وبه جزم وأنه سمعه كذلك من يحيى بن بكير مالك نفسه ، وادعى الإجماع عليه وهو مردود ، وقيل : سنة أربع . قاله ابن حزم محمد بن عبد الحكم وزاد : في خلافة وإسماعيل بن أبي أويس الوليد ، وزاد غيره : في ربيع الأول ، بهذه السنة جزم الذهبي ، ويروى عن أيضا أنه في سنة ثلاث أو أربع ، وقيل : سنة خمس . قاله الشيخ ابن عبد الحكم أبو إسحاق ، ويروى عن ، وقيل : سنة ست . فيما قال ابن المديني أيضا ، وقيل : سنة سبع . ومكث حملا في بطن أمه ثلاث سنين في الأكثر وقيل : أكثر منها . وقيل : سنتين . وكان موضع مولده بذي المروة فيما قاله أبو مسهر . يحيى بن بكير
( وفي الخمسينا ومائة ) من السنين الإمام المقلد أحد من عد في التابعين ( ( قضى ) أي : مات ، وهذا هو المحفوظ ، كما قاله أبو حنيفة ) النعمان بن ثابت الكوفي روح بن عبادة والهيثم وقنب بن المحرر وأبو نعيم الفضل بن دكين وزاد : في رجب ، وكذا قال وسعيد بن كثير بن عفير ، ، وقال ابن حبان عن أبو بكر بن أبي خيثمة : سنة إحدى ، وقال ابن معين : سنة ثلاث ، وذلك مكي بن إبراهيم البلخي ببغداد ، وقبره هناك ظاهر يزار ، ومولده فيما قاله حفيده إسماعيل بن حماد : سنة ثمانين .
[ ص: 338 ] ( و ) إمامنا الأعظم بعد قرنين ) كاملين ( مضى ) أي : مات ، ( لأربع ) من السنين بعدهما ، قاله أبو عبد الله محمد بن إدريس ( الشافعي الفلاس ويوسف القراطيسي ، وزاد : في آخر يوم من شهر رجب ، وقال ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ابن يونس : في ليلة الخميس آخر ليلة منه ، وقال الربيع بن سليمان : في ليلة الجمعة بعد العصر آخر يوم منه ، وأشرفنا من جنازته فرأينا هلال شعبان ، وفي رواية عنه ليلة الجمعة بعد عشاء الآخرة ، وكان قد صلى المغرب ، وأما فقال : في شهر ربيع الأول ، ودفن عند مغربان الشمس بالفسطاط ، ورجعوا فرأوا هلال شهر ربيع الآخر . والأول أشهر ، وقال ابن حبان : إنه قرأه على لوح عند قبره ، وقبره ظاهر يزار ، وراموا تحويله فيما قيل بعد إلى بغداد وشرعوا في الحفر حين عجز المصريين عن الدفع ، فلما وصلوا لقرب اللحد الشريف فاح منه ريح طيب ما شموا مثله بحيث سكروا من طيب رائحته ، وما تمكنوا معه من التوصل فكفوا وصار ذلك معدودا في مناقبه ، ومولده سنة خمسين ومائة ، فعاش أربعا وخمسين ، قاله ابن عدي ابن عبد الحكم والفلاس : وهو أشهر وأصح ، وقيل كما وابن حبان لابن زبر : اثنتين وخمسين .
( ثم قضى ) أي : مات ( مأمونا ) من محنة السلطان وفتنة الشيطان الإمام المقلد ( في ) سنة ( إحدى وأربعينا ) بعد المائتين على الصحيح المشهور ، واختلفوا في كل [ ص: 339 ] من الشهر واليوم ، فقال ابنه أبو عبد الله ( أحمد ) بن محمد بن حنبل عبد الله : يوم الجمعة ضحوة ، ودفناه بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر ، وهكذا قال الفضل بن زياد ، وقال : يوم الجمعة في شهر ربيع الأول . وقال نصر بن القاسم الفرائضي عباس الدوري : لاثنتي عشرة خلت منه . زاد ومطين عباس : يوم الجمعة لثلاث عشرة بقين منه ، وقال ابن عمه : مات يوم الجمعة حنبل بن إسحاق بن حنبل ببغداد ، وقبره ظاهر يزار ، ومولده - فيما قاله ابناه عبد الله وصالح عنه - في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وكشف قبره حين دفن الشريف أبو جعفر بن أبي موسى إلى جانبه فوجد كفنه صحيحا لم يبل ، وجثته لم تتغير ، وذلك بعد موته بمائتين وثلاثين سنة .
قلت : وقد كان أهل الشام على مذهب نحوا مائتي سنة ، وكانت وفاته سنة سبع وخمسين ومائة ، وقيل : خمسين ، أو إحدى أو ست ببيروت من ساحل الأوزاعي الشام ، ومولده سنة ثمان وثمانين ، وكذلك قد كان إماما متبعا له طائفة يقلدونه ويجتهدون على مسلكه يقال لهم : الإسحاقية . وكانت وفاته فيما أرخه إسحاق ابن راهويه ليلة السبت لأربع عشرة خلت من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين عن سبع وسبعين سنة ، وفي ذلك يقول الشاعر : البخاري
يا هدة ما هددنا ليلة الأحد في نصف شعبان لا تنسى مدى الأبد
.وقيل : في سنة سبع . وكذلك الليث [ ص: 340 ] بن سعد ، وسفيان بن عيينة وداود بن علي إمام أهل الظاهر وغيرهم ممن قلد وقتا ، ولكن لا نطيل لوفياتهم . ومحمد بن جرير الطبري