الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وعكسه ) وهو السادس من اختلف في أسمائهم دون كناهم ; كأبي هريرة ، فإنه لا خلاف في تكنيه بها ، واختلف في اسمه على نحو عشرين قولا ، فقيل : عبد شمس وعبد تيم وعبد نهم ، وعبد العزى وعبد يا ليل ، وهذه لا جائز أن تبقى بعد أن أسلم ، كما أشار إليه ابن خزيمة ، وعبيد بدون إضافة ، وعبيد الله وسكين بالتصغير ، وسكن بفتحتين ، وعمرو بفتح العين ، وعمير بالتصغير ، وعامر وبرير ، وبر ، ويزيد ، وسعد وسعيد ، وعبد الله ، وعبد الرحمن ، وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخيرين فإنهما إسلاميان جزما ، وكذا مجموع ما قيل في اسم أبيه خمسة عشر قولا ، بل قال القطب الحلبي : إنه اجتمع من اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا ، مذكورة في ( الكنى ) للحاكم و ( الاستيعاب ) و ( تاريخ ابن عساكر ) ، واختار ابن إسحاق أنه عبد الرحمن بن صخر ، وصححه أبو أحمد الحاكم والرافعي في ( التذنيب ) ، والنووي ، وصحح الدمياطي أنه عمير بن عامر .

( وفيهما ) ; أي : في الأسماء والكنى جميعا اختلاف ، وهو السابع ; كسفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسفينة إنما هو لقبه وبه اشتهر ، وفي اسمه واحد وعشرون قولا ، قيل : عمير أو صالح أو مهران أو طهمان أو قيس . ولا نطيل بسردها ، وكذا كني بأبي عبد الرحمن أو أبي البختري .

( وعكسه ) وهو الثامن من لم يختلف في [ ص: 219 ] واحد من اسمه وكنيته ; كالأئمة الأربعة آباء عبد الله ; مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة النعمان بن ثابث .

( وذو اشتهار بسم ) بضم السين المهملة لغة في الاسم غير لغة القصر ، فيعرب بالحركات الظاهرة ; أي : من اشتهر باسمه دون كنيته ، وإن كانت له كنية معينة ، وهو التاسع ، وهو الذي أفرده ابن الصلاح كما قدمنا بنوع ; كطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف والحسن بن علي بن أبي طالب ، في آخرين كنية كل منهم أبو محمد ، وكالزبير بن العوام والحسين بن علي وحذيفة وسلمان وجابر فى آخرين كنوا بأبي عبد الله ، ( وعكسه ) وهو العاشر من اشتهر بكنية دون اسمه وإن كان اسمه معينا معروفا ، ومنه ( أبو الضحى ) بضم الضاد المعجمة ثم حاء مفتوحة كنية ( لمسلم ) بن صبيح بضم المهملة ثم موحدة مفتوحة وآخره مهملة ، وأبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله في آخرين ، ومما يلتحق بالكنى نوعان : أهملهما ابن الصلاح وأتباعه ، من وافقت كنيته اسم أبيه ; كأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق المدني أحد أتباع التابعين .

قال شيخنا : وفائدة معرفته نفي الغلط عمن نسبه إلى أبيه ، فقال : أنا ابن إسحاق . لظنه أنه تصحيف ، وأن الصواب : أنا أبو إسحاق ، أو كنيته كنية زوجته كأبي أيوب الأنصاري ، وأم أيوب ، صحابيان مشهوران ، وفائدته دفع توهم تصحيف أداة الكنية ، وعندي فيه مصنف لأبي الحسن بن حيويه .

التالي السابق


الخدمات العلمية