الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ أمثلة التصحيف في المتن ] ثم إنه يقع تارة إما ( في المتن كـ ) ـما اتفق لأبي بكر ( الصولي ) ; حيث أملى في ( الجامع ) حديث أبي أيوب مرفوعا : ( من صام رمضان وأتبعه ستا ) بسين مهملة ومثناة فوقانية مشددة ( غير ) ذلك ( شيئا ) بالمعجمة والمثناة التحتانية . ولوكيع في حديث : ( لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين يشققون الخطب [ ص: 59 ] تشقيق الشعر ) ; حيث غيره بالحطب بالمهملة ، والشعر بفتحتين .

ويحكى أن ابن شاهين صحفه كذلك أيضا بجامع المنصور ، فقال بعض الملاحين : يا قوم ، كيف نعمل والحاجة ماسة ؟ يشير إلى أن ذلك من حرفته ، وليست هذه اللفظة في النهاية لابن الأثير . والحديث في مسند أحمد و ( المعجم الكبير ) للطبراني و ( الجامع ) للخطيب وغيرهم من حديث جابر الجعفي عن عمرو بن يحيى القرشي ، عن معاوية بن أبي سفيان به . ولمشكدانة حيث جعل حديث النهي عن قصع الرطبة بالطاء بدل الصاد ، فجاء إليه أرباب الضياع والناس يضجون ، ففتش حتى وقف على صحته . ولأبي موسى محمد بن المثنى العنزي الذي اتفق الستة على الرواية عنه ، ويلقب الزمن ; حيث جعل ( أو شاة تنعر ) بالنون بدل الياء . ولأبي بكر الإسماعيلي ، حيث جعل قر الدجاجة بالزاء المنقوطة المضمومة بدل الدال المهملة المفتوحة .

ولغندر حيث جعل أبيا في حديث جابر : ( رمي أبي يوم الأحزاب على أكحله ) أبي بالإضافة . وأبو جابر كان استشهد قبل ذلك في أحد . ولشعبة حيث جعل ذرة بالمعجمة المفتوحة والراء المشددة درة بضم المهملة [ ص: 60 ] والتخفيف .

ولمحمد بن يزيد بن عبد الله النيسابوري السلمي الملقب محمشا حيث جعل : ( يا أبا عمير ، ما فعل النغير ؟ ) المصغرين بالتكبير ، فقال : يا أبا عمير ، ما فعل البعير ؟ بالموحدة والعين المهملة ، فصحف فيهما معا . حتى إنا روينا في علوم الحديث للحاكم عن أبي حاتم الرازي أنه قال : حفظ الله أخانا صالح بن محمد الحافظ الملقب جزرة ; فإنه لا يزال يبسطنا غائبا وحاضرا ، كتب إلي أنه لما مات الذهلي - يعني بنيسابور - أجلسوا شيخا لهم يقال له : محمش . فأملى عليهم ، وذكر ما تقدم ، وأنه أملى أيضا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ) ، فقالها بالخاء المعجمة المضمومة وبسكون الراء . على أن جزرة إنما لقب بها ; لكونه صحف حديث أن عبد الله بن بسر كان يرقي ولده بخرزة ; بمعجمتين بينهما راء مفتوحة ، بجزرة ، بجيم ثم بمعجمة بعدها مهملة كما سيأتي في الألقاب .

واتفق لبعض مدرسي النظامية ببغداد أنه أول يوم إجلاسه أورد حديث : ( صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين ) ، فقال : كنار في غلس . فلم يفهم الحاضرون ما يقول ، حتى أخبرهم بعضهم بأنه تصحف على المدرس .

ولابن أبي عاصم ; حيث قال في كتاب الأطعمة له : باب تحريم السباع ، وساق حديث دراج عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد رفعه : ( السباع حرام ) فصحفه ، وإنما هو الشياع بالمعجمة والياء [ ص: 61 ] المثناة تحت ، وهو الصوت عند الجماع .

ولعبد القدوس ; حيث جعل نهيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذ شيئا فيه الروح غرضا ، بفتح الراء من الروح وفتح العين المهملة وإسكان الراء من غرضا . فقيل له : أي شيء هذا ؟ قال : يعني كوة في حائط ليدخل عليه الروح .

ولرجل سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أيضحى بالصبي ؟ فقال له : ( وما عليك لو قلت : بالظبي ؟ قال : إنها لغة . فقال له عمر ، فانقطع العتاب ) .

ولغلام حيث سأل حماد بن زيد فقال : يا أبا إسماعيل ، حدثك عمرو عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الخبز . فتبسم حماد وقال : يا بني ، إذا نهى عن الخبز فمن أي شيء يعيش الناس ؟ ! وإنما هو الخبر .

ولبعض المغفلين كما حكاه غير واحد من الحفاظ ; حيث صحف قولهم في بعض الأحاديث الإلهية عن جبريل عن الله عز وجل ، فجعل عن رجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية