والأمور الباطنة فيها إجمال، وأما أهل الإيمان فالباطن الحق عندهم موافق للظاهر الحق، فما في بواطنهم من المعارف والأحوال وتحقيق التوحيد ومقامات أهل العرفان، موافق لما جاء به الكتاب والرسول، يزداد صاحبها بأخبار الأنبياء إيمانا، بخلاف الملاحدة كلما أمعن الواحد منهم فيه بعد عن الله ورسوله. [ ص: 87 ] فالملاحدة يدعون الباطن المخالف للظاهر،
وقول هو: "الإقرار بالصانع مقدسا عن الكم، والكيف، والأين، ومتى، والوضع، والتغير حتى يصير الاعتقاد أنه ذات واحدة، لا يمكن أن يكون له شريك في النوع، أو يكون له جزء وجودي كمي أو معنوي .. إلى آخره. ابن سينا
فكلامه هذا يتوهم الجاهل أنه تعظيم لله تعالى، ومراده أنه ليس لله علم، ولا قدرة، ولا إرادة، ولا كلام، ولا محبة، وأنه لا يرى، ولا يباين المخلوقات.
قلت: وقد تكلمنا على هذا وعلى ثبوت الكليات في الخارج التي ذكرها في "إشاراته" وشرحها شارحو إشاراته، كالرازي والطوسي وابن كمونة اليهودي وأمثالهم، فإنه ذكر دليل توحيدهم وقدم قبله مقدمات.