وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد في كتاب " الرد على الجهمية " له: "باب الإيمان بكلام الله تعالى"، قال
أبو سعيد: nindex.php?page=treesubj&link=28743فالله المتكلم أولا وآخرا، لم يزل له الكلام، إذ لا متكلم غيره، ولا يزال له الكلام، إذ لا يبقى متكلم غيره، فيقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم [ سورة غافر: 16] أنا
[ ص: 61 ] الملك، أنا الديان، أين ملوك الأرض؟
nindex.php?page=treesubj&link=28716_28712_28743فلا ينكر كلام الله إلا من يريد إبطال ما أنزل الله عز وجل، وكيف يعجز عن الكلام من علم العباد الكلام وأنطق الأنام؟ قال الله تعالى في كتابه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وكلم الله موسى تكليما [ سورة النساء: 164] فهذا لا يحتمل تأويلا غير نفس الكلام، وقال
لموسى: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي [ سورة الأعراف: 144] وقال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون [ سورة البقرة: 75] وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15يريدون أن يبدلوا كلام الله [ سورة الفتح: 15] وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لا تبديل لكلمات الله [ سورة يونس: 64] وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته [ سورة الأنعام: 115].
وذكر آيات أخر، إلى أن قال: "وقال تعالى لقوم
موسى حين اتخذوا العجل فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا [ سورة طه: 89] وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين [ سورة الأعراف: 148].
[ ص: 62 ]
قال
أبو سعيد: ففي كل ما ذكرنا تحقيق كلام الله وتثبيته نصا بلا تأويل، ففيما عاب الله تعالى به العجل في عجزه عن القول والكلام بيان أن الله غير عاجز عنه، وأنه متكلم، وقائل، لأنه لم يكن ليعيب العجل بشيء هو موجود فيه.
وقال
إبراهيم: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون [ سورة الأنبياء: 63] إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أفلا تعقلون [ سورة الأنبياء: 67]، فلم يعب
إبراهيم أصنامهم وآلهتهم التي يعبدون بالعجز عن الكلام إلا وأن إلهه متكلم قائل".
وبسط الكلام في ذلك، إلى أن قال: "أرأيتم قولكم: إنه مخلوق، فما بدء خلقه؟ أقال الله له "كن" فكان كلاما قائما بنفسه بلا متكلم به؟ فقد علم الناس - إلا ما شاء الله منهم - أن الله لم يخلق كلاما يرى ويسمع بلا متكلم به، فلا بد من أن تقولوا في دعواكم:
[ ص: 63 ] الله المتكلم بالقرآن، فأضفتموه إلى الله، فهذا
nindex.php?page=treesubj&link=28712_34084_33677_28718أجور الجور وأكذب الكذب: أن تضيفوا كلام المخلوق إلى الخالق، ولو لم يكن كفرا كان كذبا بلا شك فيه، فكيف وهو كفر لا شك فيه؟ لا يجوز لمخلوق يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدعي الربوبية ويدعو الخلق إلى عبادته فيقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني [ سورة طه: 14] و
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إني أنا ربك [ سورة طه: 12].
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وأنا اخترتك [ سورة طه: 13]،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=41واصطنعتك لنفسي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=42اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري [ سورة طه: 41 - 42]
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إنني معكما أسمع وأرى [ سورة طه: 46]،
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [ سورة الذاريات: 56].
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=60ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=61وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم [ سورة يس: 60 - 61] قد علم الخلق - إلا من أضله الله - أنه لا يجوز لأحد أن يقول هذا وما أشبهه ويدعيه غير الخالق، بل القائل به والداعي إلى عبادة غير الله كافر كفرعون الذي قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أنا ربكم الأعلى [ سورة النازعات: 24]، والمجيب له والمؤمن بدعواه أكفر وأكذب.
وإن قلتم: تكلم به مخلوق فأضفناه إلى الله ؛ لأن الخلق كلهم
[ ص: 64 ] بصفاتهم وكلامهم لله، فهذا المحال الذي ليس وراءه محال، فضلا عن أن يكون كفرا ؛ لأن الله عز وجل لم ينسب شيئا من الكلام كله إلى نفسه أنه كلامه غير القرآن وما أنزل على رسله، فإن قد تم كلامكم ولزمتموه لزمكم أن تسموا الشعر وجميع الغناء والنوح وكلام السباع والبهائم والطير كلام الله، فهذا مما لا يختلف المصلون في بطوله واستحالته. فما فضل القرآن إذا عندكم على الغناء والنوح والشعر إذ كان كله في دعواكم كلام الله؟ فكيف خص القرآن بأنه كلام الله ونسب كل كلام إلى قائله؟ فكفى بقوم ضلالا أن يدعوا قولا لا يشك الموحدون في بطوله واستحالته.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14274عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ فِي كِتَابِ " الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ " لَهُ: "بَابُ الْإِيمَانِ بِكَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى"، قَالَ
أَبُو سَعِيدٍ: nindex.php?page=treesubj&link=28743فَاللَّهُ الْمُتَكَلِّمُ أَوَّلًا وَآخِرًا، لَمْ يَزَلْ لَهُ الْكَلَامُ، إِذْ لَا مُتَكَلِّمَ غَيْرُهُ، وَلَا يَزَالُ لَهُ الْكَلَامُ، إِذْ لَا يَبْقَى مُتَكَلِّمٌ غَيْرُهُ، فَيَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ [ سُورَةِ غَافِرٍ: 16] أَنَا
[ ص: 61 ] الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟
nindex.php?page=treesubj&link=28716_28712_28743فَلَا يُنْكِرُ كَلَامَ اللَّهِ إِلَّا مَنْ يُرِيدُ إِبْطَالَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَيْفَ يَعْجِزُ عَنِ الْكَلَامِ مَنْ عَلَّمَ الْعِبَادَ الْكَلَامَ وَأَنْطَقَ الْأَنَامَ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [ سُورَةِ النِّسَاءِ: 164] فَهَذَا لَا يَحْتَمِلُ تَأْوِيلًا غَيْرَ نَفْسِ الْكَلَامِ، وَقَالَ
لِمُوسَى: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي [ سُورَةِ الْأَعْرَافِ: 144] وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=75وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ سُورَةِ الْبَقَرَةِ: 75] وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [ سُورَةِ الْفَتْحِ: 15] وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=64لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ [ سُورَةِ يُونُسَ: 64] وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ [ سُورَةِ الْأَنْعَامِ: 115].
وَذَكَرَ آيَاتٍ أُخَرَ، إِلَى أَنْ قَالَ: "وَقَالَ تَعَالَى لِقَوْمِ
مُوسَى حِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=89أَفَلا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا [ سُورَةِ طه: 89] وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=148عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ [ سُورَةِ الْأَعْرَافِ: 148].
[ ص: 62 ]
قَالَ
أَبُو سَعِيدٍ: فَفِي كُلِّ مَا ذَكَرْنَا تَحْقِيقُ كَلَامِ اللَّهِ وَتَثْبِيتُهُ نَصًّا بِلَا تَأْوِيلٍ، فَفِيمَا عَابَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْعِجْلَ فِي عَجْزِهِ عَنِ الْقَوْلِ وَالْكَلَامِ بَيَانُ أَنَّ اللَّهَ غَيْرُ عَاجِزٍ عَنْهُ، وَأَنَّهُ مُتَكَلِّمٌ، وَقَائِلٌ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعِيبَ الْعِجْلَ بِشَيْءٍ هُوَ مَوْجُودٌ فِيهِ.
وَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ: nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=63بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ [ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ: 63] إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=67أَفَلا تَعْقِلُونَ [ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ: 67]، فَلَمْ يَعِبْ
إِبْرَاهِيمُ أَصْنَامَهُمْ وَآلِهَتَهُمُ الَّتِي يَعْبُدُونَ بِالْعَجْزِ عَنِ الْكَلَامِ إِلَّا وَأَنَّ إِلَهَهُ مُتَكَلِّمٌ قَائِلٌ".
وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ، إِلَى أَنْ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ قَوْلَكُمْ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ، فَمَا بَدْءُ خَلْقِهِ؟ أَقَالَ اللَّهُ لَهُ "كُنْ" فَكَانَ كَلَامًا قَائِمًا بِنَفْسِهِ بِلَا مُتَكَلِّمٍ بِهِ؟ فَقَدْ عَلِمَ النَّاسُ - إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْهُمْ - أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ كَلَامًا يُرَى وَيُسْمَعُ بِلَا مُتَكَلِّمٍ بِهِ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَقُولُوا فِي دَعْوَاكُمُ:
[ ص: 63 ] اللَّهُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْقُرْآنِ، فَأَضَفْتُمُوهُ إِلَى اللَّهِ، فَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28712_34084_33677_28718أَجْوَرُ الْجَوْرِ وَأَكْذَبُ الْكَذِبِ: أَنْ تُضِيفُوا كَلَامَ الْمَخْلُوقِ إِلَى الْخَالِقِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ كُفْرًا كَانَ كَذِبًا بِلَا شَكِّ فِيهِ، فَكَيْفَ وَهُوَ كُفْرٌ لَا شَكَّ فِيهِ؟ لَا يَجُوزُ لِمَخْلُوقٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَدَّعِيَ الرُّبُوبِيَّةَ وَيَدْعُوَ الْخَلْقَ إِلَى عِبَادَتِهِ فَيَقُولَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=14إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي [ سُورَةِ طه: 14] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إِنِّي أَنَا رَبُّكَ [ سُورَةِ طه: 12].
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وَأَنَا اخْتَرْتُكَ [ سُورَةِ طه: 13]،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=41وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=42اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي [ سُورَةِ طه: 41 - 42]
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [ سُورَةِ طه: 46]،
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ: 56].
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=60أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=61وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [ سُورَةِ يس: 60 - 61] قَدْ عَلِمَ الْخَلْقُ - إِلَّا مَنْ أَضَلَّهُ اللَّهُ - أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ هَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ وَيَدَّعِيَهُ غَيْرَ الْخَالِقِ، بَلِ الْقَائِلُ بِهِ وَالدَّاعِي إِلَى عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ كَافِرٌ كَفِرْعَوْنَ الَّذِي قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [ سُورَةِ النَّازِعَاتِ: 24]، وَالْمُجِيبُ لَهُ وَالْمُؤْمِنُ بِدَعْوَاهُ أَكْفَرُ وَأَكْذَبُ.
وَإِنْ قُلْتُمْ: تَكَلَّمَ بِهِ مَخْلُوقٌ فَأَضَفْنَاهُ إِلَى اللَّهِ ؛ لِأَنَّ الْخَلْقَ كُلُّهُمْ
[ ص: 64 ] بِصِفَاتِهِمْ وَكَلَامِهِمْ لِلَّهِ، فَهَذَا الْمُحَالُ الَّذِي لَيْسَ وَرَاءَهُ مُحَالٌ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْرًا ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَنْسُبْ شَيْئًا مِنَ الْكَلَامِ كُلِّهِ إِلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ كَلَامُهُ غَيْرَ الْقُرْآنِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى رُسُلِهِ، فَإِنْ قَدْ تَمَّ كَلَامُكُمْ وَلَزِمْتُمُوهُ لَزِمَكُمْ أَنْ تُسَمُّوا الشِّعْرَ وَجَمِيعَ الْغِنَاءِ وَالنَّوْحِ وَكَلَامِ السِّبَاعِ وَالْبَهَائِمِ وَالطَّيْرِ كَلَامَ اللَّهِ، فَهَذَا مِمَّا لَا يَخْتَلِفُ الْمُصَلُّونَ فِي بِطُولِهِ وَاسْتِحَالَتِهِ. فَمَا فَضْلُ الْقُرْآنِ إِذًا عِنْدَكُمْ عَلَى الْغِنَاءِ وَالنَّوْحِ وَالشِّعْرِ إِذْ كَانَ كُلُّهُ فِي دَعْوَاكُمْ كَلَامَ اللَّهِ؟ فَكَيْفَ خَصَّ الْقُرْآنَ بِأَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَنَسَبَ كُلَّ كَلَامٍ إِلَى قَائِلِهِ؟ فَكَفَى بِقَوْمٍ ضُلَّالًا أَنْ يَدَّعُوا قَوْلًا لَا يَشُكُّ الْمُوَحِّدُونَ فِي بِطُولِهِ وَاسْتِحَالَتِهِ.