قال: "ولم يزل على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة - منهم الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه، الحافظ المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي - يقولون: سمعنا جماعة من المشايخ الثقات، قالوا: كان إمام الأئمة، الذي طبق الأرض علما وأصحابا إذا سعى إلى الجمعة من قطعية الشيخ أبو حامد أحمد ابن أبي طاهر الإسفرايني الكرج إلى جامع المنصور، يدخل الرباط المعروف بالزوزي المحاذي للجامع، ويقبل على من حضر، ويقول: وتكرر ذلك منه جمعات، فقيل له في ذلك، [ ص: 97 ] فقال: حتى ينتشر في الناس وفي أهل الصلاح، ويشيع الخبر في أهل البلاد: اشهدوا علي بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، كما قاله الإمام ابن حنبل، لا كما يقوله الباقلاني، فإن جماعة من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خفية ويقرؤون عليه فيفتنون بمذهبه: فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة، فيظن ظان أنهم مني تعلموه قبل، وأنا ما قلته، وأنا بريء من مذهب أني بريء مما هم عليه - يعني الأشعرية - وبريء من مذهب أبي بكر بن الباقلاني، وعقيدته". الباقلاني
قال الشيخ أبو الحسن الكرجي: "وسمعت شيخي الإمام أبا منصور الفقيه الأصبهاني يقول: سمعت شيخنا الإمام أبا بكر الزاذقاني يقول: كنت في درس الشيخ وكان ينهى أصحابه عن الكلام، وعن الدخول على أبي حامد الإسفرايني، فبلغه أن نفرا من أصحابه يدخلون عليه خفية لقراءة الكلام، فظن أني معهم ومنهم، وذكر قصة قال في آخرها: إن الباقلاني، الشيخ أبا حامد قال لي: يا بني، قد بلغني أنك تدخل على هذا الرجل - يعني - فإياك وإياه، فإنه مبتدع يدعو الناس إلى الضلالة، وإلا فلا تحضر مجلسي، فقلت: أنا عائذ بالله مما قيل، وتائب إليه، واشهدوا على أني لا أدخل إليه". [ ص: 98 ] الباقلاني
قال الشيخ أبو الحسن: "وسمعت الفقيه الإمام يقول: سمعت عدة من المشايخ والأئمة ببغداد - أظن الشيخ أبا منصور سعد بن علي العجلي أحدهم - قالوا: كان أبا إسحاق الشيرازي يخرج إلى الحمام متبرقعا، خوفا من الشيخ أبو بكر الباقلاني أبي حامد الإسفرايني".
قال أبو الحسن: "ومعروف شدة الشيخ على أهل الكلام، حتى ميز أصول فقه أبي حامد من أصول الشافعي وعلقه عنه الأشعري، أبو بكر الزاذقاني.
وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول أبو إسحاق الشيرازي وجها لأصحابنا ميزه وقال: هو قول بعض أصحابنا، وبه قالت الأشعرية، ولم يعدهم من أصحاب الأشعري استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه، فضلا عن أصول الدين". الشافعي،
قلت: هذا المنقول عن الشيخ وأمثاله من أئمة أصحاب أبي حامد أصحاب الوجوه، معروف في كتبهم المصنفة في أصول الفقه وغيرها. الشافعي،