ويقال لكم: لم لا يجوز أن يكون هو المراد المحبوب، فيكون محبا لنفسه، فهو المحب وهو المحبوب؟ أو يكون مريدا محتاجا لما هو مفعول له، فيكون هو الفاعل لما هو مراده، فلا يكون في ذلك احتياجه إلى غيره؟ الوجه التاسع عشر: أن يقال: لم قلتم: إن كل فاعل بالإرادة أو كل متحرك بالإرادة يجب أن يكون محتاجا إلى مراد منفصل عنه غني عنه؟ ولم [ ص: 310 ] تذكروا على هذا دليلا.
وأنتم تقولون ما هو موجود في كتبكم: إن الأول عاشق ومعشوق وعشق، ولذيذ وملتذ، ومبتهج ومبتهج به، فإذا جاز عندكم أن يكون محبا محبوبا، مريدا مرادا، فلم لا يجوز أن يكون إذا فعل بالمحبة والإرادة، هو المحبوب المراد؟
وعلى اصطلاحكم: هو العاشق المعشوق؟ وعلى هذا التقدير يبطل أصلا كلامكم، ويمكن وصفه بصفات الكمال وبالأفعال الكاملة الإرادية، التي لا يفتقر فيها إلى غيره، ولا يكون فيه نقص يحتاج فيه إلى تمام من خارج.