أما إذا لم يكن مبدأ فعله إلا منه، لم يلزم أن يكون محتاجا إلى تمام من خارج. وأنتم لم تقيموا دليلا على أن كل فاعل بالإرادة لا يكون مبدأ فعله إلا بسبب من خارج، بل ادعيتم هذا دعوى مجردة. ومن هنا يتبين فساد أصل كلامهم. فنقول في: الوجه السابع عشر: أن يقال: لم قلتم: إن الأول إذا كان فاعلا مؤثرا [ ص: 309 ] بالإرادة، لزم أن يكون فيه نقص يحتاج فيه إلى تمام من خارج؟ فإن هذا إنما يلزم لو كان المحرك له شيئا منفصلا عنه.