[ ص: 232 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد nindex.php?page=treesubj&link=29028قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22ما أصاب من مصيبة في الأرض قال
مقاتل : القحط وقلة النبات والثمار . وقيل : الجوائح في الزرع .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22ولا في أنفسكم بالأوصاب والأسقام ؛ قاله
قتادة . وقيل : إقامة الحدود ؛ قاله
ابن حيان . وقيل : ضيق المعاش ، وهذا معنى رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22إلا في كتاب يعني في اللوح المحفوظ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22من قبل أن نبرأها الضمير في
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22نبرأها عائد على النفوس أو الأرض أو المصائب أو الجميع . وقال
ابن عباس : من قبل أن يخلق المصيبة .
وقال
سعيد بن جبير : من قبل أن يخلق الأرض والنفس .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22إن ذلك على الله يسير أي : خلق ذلك وحفظ جميعه
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22على الله يسير هين . قال
الربيع بن صالح : لما أخذ
سعيد بن جبير رضي الله عنه بكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ قلت : أبكي لما أرى بك ولما تذهب إليه . قال : فلا تبك ، فإنه كان في علم الله أن يكون ، ألم تسمع قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الآية . وقال
ابن عباس : لما خلق الله القلم قال له : اكتب ، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة . ولقد ترك لهذه الآية جماعة من الفضلاء الدواء في أمراضهم فلم يستعملوه ؛ ثقة بربهم وتوكلا عليه ، وقالوا : قد علم الله أيام المرض وأيام الصحة ، فلو حرص الخلق على تقليل ذلك أو زيادته ما قدروا ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها .
وقد قيل : إن هذه الآية تتصل بما قبل ، وهو أن الله سبحانه هون عليهم ما يصيبهم في الجهاد من قتل وجرح ، وبين أن ما يخلفهم عن الجهاد من المحافظة على الأموال وما يقع فيها من خسران ، فالكل مكتوب مقدر لا مدفع له ، وإنما على المرء امتثال الأمر . ثم أدبهم فقال هذا :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=23لكيلا تأسوا على ما فاتكم أي : حتى لا تحزنوا على ما فاتكم من الرزق ، وذلك أنهم إذا علموا أن الرزق قد فرغ منه لم يأسوا على ما فاتهم منه . وعن
ابن مسعود أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866411لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=23لكيلا تأسوا على ما فاتكم أي : كي لا تحزنوا
[ ص: 233 ] على ما فاتكم من الدنيا ، فإنه لم يقدر لكم ولو قدر لكم لم يفتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=23ولا تفرحوا بما آتاكم أي : من الدنيا ؛ قاله
ابن عباس . وقال
سعيد بن جبير : من العافية والخصب . وروى
عكرمة عن
ابن عباس : ليس من أحد إلا وهو يحزن ويفرح ، ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبرا ، وغنيمته شكرا .
nindex.php?page=treesubj&link=29487والحزن والفرح المنهي عنهما هما اللذان يتعدى فيهما إلى ما لا يجوز . وقراءة العامة " آتاكم " بمد الألف أي : أعطاكم من الدنيا . واختاره
أبو حاتم . وقرأ
أبو العالية nindex.php?page=showalam&ids=14301ونصر بن عاصم وأبو عمرو " أتاكم " بقصر الألف واختاره
أبو عبيد . أي : جاءكم ، وهو معادل ل " فاتكم " ولهذا لم يقل أفاتكم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد الصادق : يا ابن آدم ما لك تأسى على مفقود لا يرده عليك الفوت ، أو تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت . وقيل
لبرزجمهر : أيها الحكيم ! مالك لا تحزن على ما فات ، ولا تفرح بما هو آت ؟ قال : لأن الفائت لا يتلافى بالعبرة ، والآتي لا يستدام بالحبرة . وقال
الفضيل بن عياض في هذا المعنى : الدنيا مبيد ومفيد ، فما أباد فلا رجعة له ، وما أفاد آذن بالرحيل . وقيل : المختال الذي ينظر إلى نفسه بعين الافتخار ، والفخور الذي ينظر إلى الناس بعين الاحتقار ، وكلاهما شرك خفي . والفخور بمنزلة المصراة تشد أخلافها ليجتمع فيها اللبن ، فيتوهم المشتري أن ذلك معتاد وليس كذلك ، فكذلك الذي يرى من نفسه حالا وزينة وهو مع ذلك مدع فهو الفخور .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=23والله لا يحب كل مختال فخور قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=24الذين يبخلون أي : لا يحب المختالين
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=24الذين يبخلون ف " الذين " في موضع خفض نعتا للمختال . وقيل : رفع بابتداء أي : الذين يبخلون فالله غني عنهم . قيل : أراد رؤساء
اليهود الذين يبخلون ببيان صفة
محمد صلى الله عليه وسلم التي في كتبهم ، لئلا يؤمن به الناس فتذهب مأكلتهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي والكلبي . وقال
سعيد بن جبير :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=24الذين يبخلون يعني بالعلم
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=24ويأمرون الناس بالبخل أي : بألا يعلموا الناس شيئا .
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : إنه البخل بأداء حق الله عز وجل . وقيل : إنه البخل بالصدقة والحقوق ، قال
عامر بن عبد الله الأشعري . وقال
طاوس : إنه البخل بما في يديه . وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعنى . وفرق أصحاب الخواطر بين
nindex.php?page=treesubj&link=18898البخل nindex.php?page=treesubj&link=19912والسخاء بفرقين ، أحدهما : أن البخيل الذي يلتذ بالإمساك . والسخي الذي يلتذ
[ ص: 234 ] بالإعطاء . الثاني : أن البخيل الذي يعطي عند السؤال ، والسخي الذي يعطي بغير سؤال .
ومن يتول أي : عن الإيمان فإن الله غني عنه . ويجوز أن يكون لما حث على الصدقة أعلمهم أن الذين يبخلون بها ويأمرون الناس بالبخل بها فإن الله غني عنهم . وقراءة العامة بالبخل بضم الباء وسكون الخاء . وقرأ
أنس nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر ومجاهد وحميد وابن محيصن وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " بالبخل " بفتحتين وهي لغة
الأنصار . وقرأ
أبو العالية وابن السميفع " بالبخل " بفتح الباء وإسكان الخاء . وعن
نصر بن عاصم " البخل " بضمتين ، وكلها لغات مشهورة . وقد تقدم الفرق بين البخل والشح في آخر ( آل عمران ) .
وقرأ
نافع وابن عامر " فإن الله الغني الحميد " بغير " هو " . والباقون هو الغني على أن يكون فصلا . ويجوز أن يكون مبتدأ والغني خبره ، والجملة خبر " إن " . ومن حذفها فالأحسن أن يكون فصلا ، لأن حذف الفصل أسهل من حذف المبتدإ .