ثم نبه المنكرين للإعادة، مع إقرارهم بالابتداء على جواز إعادته تعالى لهم، حيث قال لهم لما استنكروها وقالوا: من يحي العظام وهي رميم؟
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم [ ص: 197 ] ثم أوضح لهم ذلك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون [سورة يس: 79-80] ، فدلهم بما يشاهدونه من جعله النار من العفار والمرخ وهما شجرتان خضراوان إذا حكت إحداهما الأخرى بتحريك الريح لها اشتعل النار فيهما، على
nindex.php?page=treesubj&link=28760جواز إعادته الحياة في العظام النخرة والجلود المتمزقة.
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=34133نبه عباد الأصنام بتعريفه لهم على فساد ما صاروا إلى عبادتها مع نحتها، بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=95أتعبدون ما تنحتون ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=96والله خلقكم وما تعملون [سورة الصافات: 95-96] .
فبين لهم فساد عبادتها، ووجوب عبادته دونها، بأنها إذا كانت لا تصير أصناما إلا بنحتكم لها، فأنتم أيضا لن تكونوا على ما أنتم عليه
[ ص: 198 ] من الصور والهيئات إلا بفعلي، وإني - مع خلقي لكم وما تنحتونه - خالق لنحتكم، إذ كنت أنا المقدر لكم عليه والممكن لكم منه.
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=30172رد على المنكرين لرسله بقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس [سورة الأنعام: 191] .
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [سورة النساء: 165] .
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=29629احتج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل الكتب بما في كتبهم من ذكر صفته والدلالة على اسمه ونعته، nindex.php?page=treesubj&link=28872وتحدى النصارى - لما كتموا ما في كتبهم من ذلك وجحدوه - بالمباهلة، عند أمر الله عز وجل له بذلك بقوله:
[ ص: 199 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين آل عمران: 61] .
وقال لليهود لما بهتوه:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=94فتمنوا الموت إن كنتم صادقين [سورة البقرة: 94] ، فلم يجسر أحد منهم على ذلك، مع اجتماعهم على تكذيبه، وتناهيهم في عداوته، واجتهادهم في التنفير عنه، لما أخبرهم بحلول الموت بهم إن أجابوه إلى ذلك، فلولا معرفتهم بحاله في كتبهم، وصدقه فيما يخبرهم، لأقدموا على إجابته، ولسارعوا إلى فعل ما يعلمون أن فيه توهين أمره.
ثُمَّ نَبَّهَ الْمُنْكِرِينَ لِلْإِعَادَةِ، مَعَ إِقْرَارِهِمْ بِالِابْتِدَاءِ عَلَى جَوَازِ إِعَادَتِهِ تَعَالَى لَهُمْ، حَيْثُ قَالَ لَهُمْ لَمَّا اسْتَنْكَرُوهَا وَقَالُوا: مَنْ يَحْيَ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=79قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [ ص: 197 ] ثُمَّ أَوْضَحَ لَهُمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=80الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ [سُورَةَ يس: 79-80] ، فَدَلَّهُمْ بِمَا يُشَاهِدُونَهُ مِنْ جَعْلِهِ النَّارَ مِنَ الْعَفَارِ وَالْمَرْخِ وَهُمَا شَجَرَتَانِ خَضْرَاوَانِ إِذَا حَكَّتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِتَحْرِيكِ الرِّيحِ لَهَا اشْتَعَلَ النَّارُ فِيهِمَا، عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28760جَوَازِ إِعَادَتِهِ الْحَيَاةَ فِي الْعِظَامِ النَّخِرَةِ وَالْجُلُودِ الْمُتَمَزِّقَةِ.
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=34133نَبَّهَ عُبَّادَ الْأَصْنَامِ بِتَعْرِيفِهِ لَهُمْ عَلَى فَسَادِ مَا صَارُوا إِلَى عِبَادَتِهَا مَعَ نَحْتِهَا، بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=95أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=96وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [سُورَةَ الصَّافَّاتِ: 95-96] .
فَبَيَّنَ لَهُمْ فَسَادَ عِبَادَتِهَا، وَوُجُوبَ عِبَادَتِهِ دُونَهَا، بِأَنَّهَا إِذَا كَانَتْ لَا تَصِيرُ أَصْنَامًا إِلَّا بِنَحْتِكُمْ لَهَا، فَأَنْتُمْ أَيْضًا لَنْ تَكُونُوا عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
[ ص: 198 ] مِنَ الصُّوَرِ وَالْهَيْئَاتِ إِلَّا بِفِعْلِي، وَإِنِّي - مَعَ خَلْقِي لَكُمْ وَمَا تَنْحِتُونَهُ - خَالِقٌ لِنَحْتِكُمْ، إِذْ كُنْتُ أَنَا الْمُقْدِرُ لَكُمْ عَلَيْهِ وَالْمُمَكِّنُ لَكُمْ مِنْهُ.
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30172رَدَّ عَلَى الْمُنْكِرِينَ لِرُسُلِهِ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهَ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مِنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ [سُورَةَ الْأَنْعَامِ: 191] .
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [سُورَةَ النِّسَاءِ: 165] .
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29629احْتَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ الْكُتُبِ بِمَا فِي كُتُبِهِمْ مِنْ ذِكْرِ صِفَتِهِ وَالدَّلَالَةِ عَلَى اسْمِهِ وَنَعْتِهِ، nindex.php?page=treesubj&link=28872وَتَحَدَّى النَّصَارَى - لَمَّا كَتَمُوا مَا فِي كُتُبِهِمْ مِنْ ذَلِكَ وَجَحَدُوهُ - بِالْمُبَاهَلَةِ، عِنْدَ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
[ ص: 199 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ آل عِمْرَانَ: 61] .
وَقَالَ لِلْيَهُودِ لَمَّا بَهَتُوهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=94فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [سُورَةَ الْبَقَرَةِ: 94] ، فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى ذَلِكَ، مَعَ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَى تَكْذِيبِهِ، وَتَنَاهِيهِمْ فِي عَدَاوَتِهِ، وَاجْتِهَادِهِمْ فِي التَّنْفِيرِ عَنْهُ، لَمَّا أَخْبَرَهُمْ بِحُلُولِ الْمَوْتِ بِهِمْ إِنْ أَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ، فَلَوْلَا مَعْرِفَتُهُمْ بِحَالِهِ فِي كُتُبِهِمْ، وَصِدْقِهِ فِيمَا يُخْبِرُهُمْ، لَأَقْدَمُوا عَلَى إِجَابَتِهِ، وَلَسَارَعُوا إِلَى فِعْلِ مَا يَعْلَمُونَ أَنَّ فِيهِ تَوْهِينُ أَمْرِهِ.