في زكاة ماشية الخلطاء قلت : ما فقال : سألنا الذي يكون الناس به في الماشية خلطاء ؟ عن أهل القرية تكون لهم أغنام فإذا كان الليل انقلبت إلى دور أصحابها والدور مفترقة تبيت عندهم يحتلبونها ويحفظونها ، فإذا كان النهار غدا بها رعاؤها أو راع واحد يجمعونها من بيوت أهلها . فانطلقوا بها إلى مراعيها فرعوها بالنهار وسقوها ، فإذا كان الليل راحت إلى أربابها على حال مما وصفت لك أفترى هؤلاء خلطاء ؟ فقال : نعم وإن افترقوا في المبيت والحلاب إذا كان الدلو والمراح والراعي واحدا ، وإن افترقوا في الدور فأراهم خلطاء . مالكا
قلت لابن القاسم : أرأيت إن فرقها الدلو فكان هؤلاء يسقون على ماء يمنعون منه أصحابهم وأصحابهم على ماء يمنعونهم منه ؟ فقال : سمعت يقول : إذا كان الدلو والمراح والراعي واحدا ، وإن تفرقوا في المبيت والحلاب فهم خلطاء ، قال : والراعي عندي وإن كانوا رعاة كثيرين يتعاونون فيها فهم بمنزلة الراعي الواحد ، وأما ما ذكرت من افتراق الدلو إذا كانت مجتمعة فذلك عندي بمنزلة المراح ، مثل قول مالكا لي : هي مجتمعة وإن فرقها الدلو بحال ما وصفت . مالك
قلت : فإن كان راعي هؤلاء أجرة عليهم خاصة ، وراعي هؤلاء الآخرين أجرة عليهم خاصة إلا أن المسرح يجمعهم فيخلطون الغنم ويجتمعون في حفظها ؟ فقال : قال : هي بمنزلة الراعي الواحد إن كان أربابها جمعوها أو أمروهم بجمعها فجمعوها حتى كان المراح والدلو والمسرح واحدا فهم خلطاء وهو قول مالك . مالك
قلت : أرأيت إن فقال : إذا اجتمعوا قبل انقضاء السنة بشهرين فهم خلطاء عند اختلطوا في أول السنة وافترقوا في وسطها واختلطوا في آخر السنة ؟ ، وقد وصفت لك ذلك في أول الكتاب . وإنما ينظر مالك في ذلك إلى آخر السنة ولا ينظر إلى أولها . مالك
قلت : فإن فقال : هذا بمنزلة ما وصفت لك من اجتماعهم وافتراقهم ، وإنما ينظر جمعها الدلو في أول السنة وفرقها في وسط السنة وجمعها في آخر [ ص: 370 ] السنة ؟ إلى آخر السنة ولا ينظر إلى أولها . مالك
قلت : أرأيت إن اجتمعت في آخر السنة لأقل من شهرين لأني سمعتك تذكر شهرين ونحوهما ؟ فقال : إنما سألت عن الشهرين ؟ فقال : أراهم خلطاء ، ولم أسأله عن أقل من ذلك ، وأنا أرى أنهم خلطاء في أقل من الشهرين ما لم يتقارب الحول ويهربا فيه إلى أن يكونا خليطين فرارا من الزكاة ، وما نرى أنه نهى عن مثله في حديث مالكا . عمر بن الخطاب
قلت : والفحل إن فرقها في بعض السنة وجمعها في آخرها بمنزلة ما وصفت في قول ؟ فقال : نعم إذا كان الدلو والمراح واحدا . مالك
قلت : أرأيت في قول إن جمع هذه الغنم الدلو والفحل والراعي وفرقها المبيت هذه في قرية وهذه في قرية أخرى ، أتراهم خلطاء ؟ فقال : نعم كذلك قال لي فيها مالك . مالك
قلت : وترى هذه الغنم وإن فرقتها هذه القرى في مراح واحد ؟
فقال : نعم هي بمنزلة المراح الواحد ، وقد قال لي : وإن فرقها المبيت فهم خلطاء . مالك
قلت : فأرى قد ضعف المبيت ؟ فقال : نعم كذلك قال مالكا . مالك
قلت : فإن جمعها المراح والراعي والمبيت ، والفحل وفرقها الدلو ؟ فقال ابن القاسم : وكيف يفرقها الدلو ؟
قلت : يكون جميعها في مراحها وراعيها وفحلها واحدا في موضع واحد ، حتى إذا كان يوم سقيها أخذ هؤلاء ماشيتهم فسقوها على مائهم ، وأخذ هؤلاء ماشيتهم فسقوها على مائهم ثم جمعوها بعد ذلك ، فكانوا في جميع الأشياء كلها خلطاء لا تفترق الغنم إلا في يوم ورودها ، فقال : أراهم على ما قال لي في المراح أنهم خلطاء ، وهذا أهون عندي من تفرقة المبيت فأراهم خلطاء . مالك
قلت : فأين قولهم في الدلو والفحل والمراح والراعي ؟ فقال إنما أريد بهذا الحديث فيما يظن ليعرف به أنهم خلطاء وأنهم متعاونون وأن أمرهم واحد ولم يريدوا بهذا الحديث إذا انخرم منه شيء أن لا يكونوا خلطاء .
قلت : أفتحفظ هذا التفسير من ؟ مالك
قال : لا ، ولكن هذا رأيي ، وقال : الخليطان في البقر بمنزلة الخليطين ، في الغنم . مالك