قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم .
قوله تعالى : ويقول الذين آمنوا أي المؤمنون المخلصون .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20لولا نزلت سورة اشتياقا للوحي وحرصا على الجهاد وثوابه . ومعنى لولا هلا .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فإذا أنزلت سورة محكمة لا نسخ فيها . قال
قتادة : كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي محكمة ، وهي أشد القرآن على المنافقين . وفي قراءة
عبد الله ( فإذا أنزلت سورة محدثة ) أي : محدثة النزول .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20وذكر فيها القتال أي فرض فيها الجهاد . وقرئ ( فإذا أنزلت سورة وذكر فيها القتال ) على البناء للفاعل ونصب القتال .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رأيت الذين في قلوبهم مرض أي شك ونفاق .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت أي نظر مغموصين مغتاظين بتحديد وتحديق ، كمن يشخص
[ ص: 223 ] بصره عند الموت ، وذلك لجبنهم عن القتال جزعا وهلعا ، ولميلهم في السر إلى الكفار .
nindex.php?page=treesubj&link=29018قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فأولى لهم طاعة وقول معروف فأولى لهم قال
الجوهري : وقولهم : أولى لك ، تهديد ووعيد . قال الشاعر :
فأولى ثم أولى ثم أولى وهل للدر يحلب من مرد
قال
الأصمعي : معناه قاربه ما يهلكه ، أي : نزل به . وأنشد :
فعادى بين هاديتين منها وأولى أن يزيد على الثلاث
أي : قارب أن يزيد . قال
ثعلب : ولم يقل أحد في أولى أحسن مما قال
الأصمعي . وقال
المبرد : يقال لمن هم بالعطب ثم أفلت : أولى لك ، أي : قاربت العطب . كما روي أن أعرابيا كان يوالي رمي الصيد فيفلت منه فيقول : أولى لك . ثم رمى صيدا فقاربه ثم أفلت منه فقال :
فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم ولكن أولى يترك القوم جوعا
وقيل : هو كقول الرجل لصاحبه : يا محروم ، أي شيء فاتك وقال
الجرجاني : هو مأخوذ من الويل ، فهو أفعل ، ولكن فيه قلب ، وهو أن عين الفعل وقع موقع اللام . وقد تم الكلام على قوله : فأولى لهم قال قتادة : كأنه قال العقاب أولى لهم . وقيل : أي : وليهم المكروه . ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف أي طاعة وقول معروف أمثل وأحسن ، وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والخليل . وقيل : إن التقدير أمرنا طاعة وقول معروف ، فحذف المبتدأ فيوقف على فأولى لهم وكذا من قدر يقولون منا طاعة . وقيل : إن الآية الثانية متصلة بالأولى . واللام في قوله : لهم بمعنى الباء ، أي : الطاعة أولى وأليق بهم ، وأحق لهم من ترك امتثال أمر الله . وهي قراءة أبي ( يقولون طاعة ) وقيل : إن : طاعة نعت لسورة ، على تقدير : فإذا أنزلت سورة ذات طاعة ، فلا يوقف على هذا على فأولى لهم قال
ابن عباس : إن قولهم طاعة إخبار من الله - عز وجل - عن المنافقين . والمعنى لهم طاعة وقول معروف ، قيل : وجوب الفرائض عليهم ، فإذا أنزلت الفرائض شق عليهم نزولها . فيوقف على هذا على فأولى
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فإذا عزم الأمر أي جد القتال ، أو وجب فرض القتال ، كرهوه . فكرهوه جواب إذا وهو محذوف . وقيل : المعنى فإذا عزم أصحاب الأمر
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21 . لو صدقوا الله أي في الإيمان والجهاد .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21لكان خيرا لهم من المعصية والمخالفة .