سورة الكهف
283 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم بغير واو
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم بزيادة واو .
في هذه الواو أقوال : إحداها : أن الأول والثاني وصفان لما قبلها ، أي : هم ثلاثة ، وكذلك الثاني ، أي : هم خمسة سادسهم كلبهم ، والثالث عطف على ما قبله ، أي : هم سبعة ، عطف عليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وثامنهم كلبهم .
وقيل : كل واحد من الثلاثة جملة وقعت بعدها جملة ، وكل جملة وقعت بعدها جملة فيها عائد يعود منها إليها ، فأنت في إلحاق واو العطف وحذفها بالخيار ، وليس في هذين القولين ما يوجب تخصيص الثالث بالواو .
وقال بعض النحويين : السبعة نهاية العدد ، ولهذا كثر ذكرها في القرآن والأخبار ، والثمانية تجري مجرى استئناف كلام ، ومن هنا لقبه جماعة من المفسرين بواو الثمانية ، واستدلوا بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون العابدون الحامدون . . . إلى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112 . . . والناهون عن المنكر [ ص: 169 ] الآية ، وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مسلمات مؤمنات قانتات . . . إلى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثيبات وأبكارا الآية ، وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وفتحت أبوابها ، وزعموا أن هذه الواو تدل على أن أبوابها ثمانية ، ولكل واحد من هذه الآيات وجوه ذكرتها في موضعها .
وقيل : إن الله حكى القولين الأولين ولم يرضهما ، وحكى القول الثالث فارتضاه ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22ويقولون سبعة ، ثم استأنف فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وثامنهم كلبهم ، ولهذا عقب الأول والثاني بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22رجما بالغيب ، ولم يقل في الثالث .
فإن قيل : وقد قال في الثالث :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22قل ربي أعلم بعدتهم .
فالجواب : تقديره : قل : ربي أعلم بعدتهم ، وقد أخبركم أنهم سبعة ، وثامنهم كلبهم . بدليل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22ما يعلمهم إلا قليل ، ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنا من ذلك القليل ، فعد أسماءهم .
وقال بعضهم : الواو في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22ويقولون سبعة يعود إلى الله تعالى ، فذكر بلفظ الجمع كقوله : " أما " وأمثاله ، هذا على الاختصار .
284 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36ولئن رددت إلى ربي ، وفي حم ( فصلت ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50ولئن رجعت إلى ربي ؛ لأن الرد عن الشيء يتضمن كراهة المردود . ولما كان في الكهف تقديره : ولئن رددت عن جنتي هذه التي أظن ألا تبيد أبدا إلى ربي ، كان لفظ الرد الذي يتضمن الكراهة أولى . وليس في حم ما يدل على الكراهة ، فذكر بلفظ الرجع ليقع في كل سورة ما يليق بها .
285 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ، وفي السجدة :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=22ثم أعرض عنها ؛ لأن الفاء للتعقيب ، وثم للتراخي ، وما في هذه السورة في الأحياء من الكفار ، إذ ذكروا فأعرضوا عقيب ما ذكروا ، ونسوا ذنوبهم وهم بعد متوقع منهم
[ ص: 170 ] أن يؤمنوا ، وما في السجدة في الأموات من الكفار ، بدليل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم . أي : ذكروا مرة بعد أخرى ، وزمانا بعد زمان ، ثم أعرضوا عنها بالموت ، فلم يؤمنوا ، وانقطع رجاء إيمانهم .
286 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نسيا حوتهما فاتخذ سبيله . وفي الآية الثالثة :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63واتخذ سبيله ؛ لأن الفاء للتعقيب والعطف ، فكان اتخاذ الحوت للسبيل عقيب النسيان ، فذكر بالفاء . وفي الآية الأخرى لما حيل بينهما بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره زال معنى التعقيب ، وبقي العطف المجرد ، وحرفه الواو .
287 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71لقد جئت شيئا إمرا ، وبعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=74لقد جئت شيئا نكرا ؛ لأن الإمر : العجب والمعجب . والعجب يستعمل في الخير والشر ، بخلاف النكر ؛ لأن ما ينكره العقل فهو شر ، وخرق السفينة لم يكن معه غرق ، فكان أسهل من قتل الغلام وإهلاكه ، فصار لكل واحد معنى يخصه .
288 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=72ألم أقل إنك ، وبعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=75ألم أقل لك إنك ؛ لأن الإنكار في الثانية أكثر . وقيل : أكد التقدير الثاني بقوله : " لك " ، كما تقول لمن توبخه : " لك أقول ، وإياك أعني " . وقيل : بين في الثاني المقول له لما لم يبين في الأول .
289 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله في الأول : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79فأردت أن أعيبها ، وفي الثاني :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=81فأردنا أن يبدلهما ربهما ، وفي الثالث :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ؛ لأن الأول في الظاهر إفساد ، فأسنده إلى نفسه ، والثالث إنعام محض فأسنده إلى الله - عز وجل - ، والثاني إفساد من حيث القتل ، إنعام من حيث التأويل ، فأسنده إلى نفسه وإلى الله - عز وجل - .
[ ص: 171 ] وقيل : القتل كان منه ، وإزهاق الروح كان من الله سبحانه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=78ما لم تستطع عليه صبرا ، جاء في الأول على الأصل ، وفي الثاني :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82تسطع عليه صبرا على التخفيف ؛ لأنه الفرع .
290 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا اختار التخفيف في الأول ؛ لأن مفعوله حرف وفعل وفاعل ومفعول ، فاختار فيه الحذف ، والثاني مفعوله اسم واحد ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97نقبا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة بالتشديد ، وأدعم التاء في الطاء في الشواذ ، فما استطاعوا بفتح الهمزة وزنه استفعلوا . ومثلها : استخذ فلان أرضا ، أي : أخذ أرضا ، وزنه استفعل ، ومن اهراق ووزنه استفعل ، وقيل : استعمل من وجهين . وقيل : السين بدل التاء ، ووزنه افتعل .
سُورَةُ الْكَهْفِ
283 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ بِغَيْرِ وَاوٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ بِزِيَادَةِ وَاوٍ .
فِي هَذِهِ الْوَاوِ أَقْوَالٌ : إِحْدَاهَا : أَنَّ الْأَوَّلَ وَالثَّانِيَ وَصْفَانِ لِمَا قَبْلَهَا ، أَيْ : هُمْ ثَلَاثَةٌ ، وَكَذَلِكَ الثَّانِي ، أَيْ : هُمْ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ ، وَالثَّالِثَ عَطْفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ ، أَيْ : هُمْ سَبْعَةٌ ، عَطَفَ عَلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ .
وَقِيلَ : كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الثَّلَاثَةِ جُمْلَةٌ وَقَعَتْ بَعْدَهَا جُمْلَةٌ ، وَكُلُّ جُمْلَةٍ وَقَعَتْ بَعْدَهَا جُمْلَةٌ فِيهَا عَائِدٌ يَعُودُ مِنْهَا إِلَيْهَا ، فَأَنْتَ فِي إِلْحَاقِ وَاوِ الْعَطْفِ وَحَذْفِهَا بِالْخِيَارِ ، وَلَيْسَ فِي هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ مَا يُوجِبُ تَخْصِيصَ الثَّالِثِ بِالْوَاوِ .
وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ : السَّبْعَةُ نِهَايَةُ الْعَدَدِ ، وَلِهَذَا كَثُرَ ذِكْرُهَا فِي الْقُرْآنِ وَالْأَخْبَارِ ، وَالثَّمَانِيَةُ تَجْرِي مَجْرَى اسْتِئْنَافِ كَلَامٍ ، وَمِنْ هُنَا لَقَّبَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ بِوَاوِ الثَّمَانِيَةِ ، وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ . . . إِلَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112 . . . وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ [ ص: 169 ] الْآيَةَ ، وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ . . . إِلَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا الْآيَةَ ، وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=73وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ، وَزَعَمُوا أَنَّ هَذِهِ الْوَاوَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَبْوَابَهَا ثَمَانِيَةٌ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ وُجُوهٌ ذَكَرْتُهَا فِي مَوْضِعِهَا .
وَقِيلَ : إِنَّ اللَّهَ حَكَى الْقَوْلَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ وَلَمْ يَرْضَهُمَا ، وَحَكَى الْقَوْلَ الثَّالِثَ فَارْتَضَاهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ، وَلِهَذَا عَقَّبَ الْأَوَّلَ وَالثَّانِيَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22رَجْمًا بِالْغَيْبِ ، وَلَمْ يَقُلْ فِي الثَّالِثِ .
فَإِنْ قِيلَ : وَقَدْ قَالَ فِي الثَّالِثِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ .
فَالْجَوَابُ : تَقْدِيرُهُ : قُلْ : رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ، وَقَدْ أَخْبَرَكُمْ أَنَّهُمْ سَبْعَةٌ ، وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ . بِدَلِيلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ ، وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَنَا مِنْ ذَلِكَ الْقَلِيلِ ، فَعَدَّ أَسْمَاءَهُمْ .
وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ يَعُودُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَذُكِرَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ : " أمَّا " وَأَمْثَالِهِ ، هَذَا عَلَى الِاخْتِصَارِ .
284 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي ، وَفِي حم ( فُصِّلَتْ ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي ؛ لِأَنَّ الرَّدَّ عَنِ الشَّيْءِ يَتَضَمَّنُ كَرَاهَةَ الْمَرْدُودِ . وَلَمَّا كَانَ فِي الْكَهْفِ تَقْدِيرُهُ : وَلَئِنْ رُدِدْتُ عَنْ جَنَّتِي هَذِهِ الَّتِي أَظُنُّ أَلَّا تَبِيدَ أَبَدًا إِلَى رَبِّي ، كَانَ لَفْظُ الرَّدِّ الَّذِي يَتَضَمَّنُ الْكَرَاهَةَ أَوْلَى . وَلَيْسَ فِي حم مَا يَدُلُّ عَلَى الْكَرَاهَةِ ، فَذُكِرَ بِلَفْظِ الرَّجْعِ لِيَقَعَ فِي كُلِّ سُورَةٍ مَا يَلِيقُ بِهَا .
285 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ، وَفِي السَّجْدَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=22ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ؛ لِأَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ ، وَثُمَّ لِلتَّرَاخِي ، وَمَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ فِي الْأَحْيَاءِ مِنَ الْكُفَّارِ ، إِذْ ذُكِّرُوا فَأَعْرَضُوا عَقِيبَ مَا ذُكِّرُوا ، وَنَسُوا ذُنُوبَهُمْ وَهُمْ بَعْدُ مُتَوَقَّعٌ مِنْهُمْ
[ ص: 170 ] أَنْ يُؤْمِنُوا ، وَمَا فِي السَّجْدَةِ فِي الْأَمْوَاتِ مِنَ الْكُفَّارِ ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=12وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ . أَيْ : ذُكِّرُوا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ، وَزَمَانًا بَعْدَ زَمَانٍ ، ثُمَّ أَعْرَضُوا عَنْهَا بِالْمَوْتِ ، فَلَمْ يُؤْمِنُوا ، وَانْقَطَعَ رَجَاءُ إِيمَانِهِمْ .
286 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ . وَفِي الْآيَةِ الثَّالِثَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ ؛ لِأَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ وَالْعَطْفِ ، فَكَانَ اتِّخَاذُ الْحُوتِ لِلسَّبِيلِ عَقِيبَ النِّسْيَانِ ، فَذُكِرَ بِالْفَاءِ . وَفِي الْآيَةِ الْأُخْرَى لَمَّا حِيلَ بَيْنَهُمَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ زَالَ مَعْنَى التَّعْقِيبِ ، وَبَقِيَ الْعَطْفُ الْمُجَرَّدُ ، وَحَرْفُهُ الْوَاوُ .
287 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ، وَبَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=74لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ؛ لِأَنَّ الْإِمْرَ : الْعَجَبُ وَالْمُعْجِبُ . وَالْعَجَبُ يُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، بِخِلَافِ النُّكْرِ ؛ لِأَنَّ مَا يُنْكِرُهُ الْعَقْلُ فَهُوَ شَرٌّ ، وَخَرْقُ السَّفِينَةِ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ غَرَقٌ ، فَكَانَ أَسْهَلَ مِنْ قَتْلِ الْغُلَامِ وَإِهْلَاكِهِ ، فَصَارَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مَعْنًى يَخُصُّهُ .
288 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=72أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ ، وَبَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=75أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ ؛ لِأَنَّ الْإِنْكَارَ فِي الثَّانِيَةِ أَكْثَرُ . وَقِيلَ : أَكَّدَ التَّقْدِيرَ الثَّانِيَ بِقَوْلِهِ : " لَكَ " ، كَمَا تَقُولُ لِمَنْ تُوَبِّخُهُ : " لَكَ أَقُولُ ، وَإِيَّاكَ أَعْنِي " . وَقِيلَ : بَيَّنَ فِي الثَّانِي الْمَقُولَ لَهُ لَمَّا لَمْ يُبَيِّنْ فِي الْأَوَّلِ .
289 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ فِي الْأَوَّلِ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=79فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ، وَفِي الثَّانِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=81فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ، وَفِي الثَّالِثِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ؛ لِأَنَّ الْأَوَّلَ فِي الظَّاهِرِ إِفْسَادٌ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى نَفْسِهِ ، وَالثَّالِثَ إِنْعَامٌ مَحْضٌ فَأَسْنَدَهُ إِلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَالثَّانِيَ إِفْسَادٌ مِنْ حَيْثُ الْقَتْلُ ، إِنْعَامٌ مِنْ حَيْثُ التَّأْوِيلُ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - .
[ ص: 171 ] وَقِيلَ : الْقَتْلُ كَانَ مِنْهُ ، وَإِزْهَاقُ الرُّوحِ كَانَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=78مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ، جَاءَ فِي الْأَوَّلِ عَلَى الْأَصْلِ ، وَفِي الثَّانِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=82تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا عَلَى التَّخْفِيفِ ؛ لِأَنَّهُ الْفَرْعُ .
290 -
nindex.php?page=treesubj&link=28914قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا اخْتَارَ التَّخْفِيفَ فِي الْأَوَّلِ ؛ لِأَنَّ مَفْعُولَهُ حَرْفٌ وَفِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ ، فَاخْتَارَ فِيهِ الْحَذْفَ ، وَالثَّانِي مَفْعُولُهُ اسْمٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=97نَقْبًا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ بِالتَّشْدِيدِ ، وَأَدْعَمَ التَّاءَ فِي الطَّاءِ فِي الشَّوَاذِّ ، فَمَا اسْتَطَاعُوا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَزْنُهُ اسْتَفْعَلُوا . وَمِثْلُهَا : اسْتَخَذَ فُلَانٌ أَرْضًا ، أَيْ : أَخَذَ أَرْضًا ، وَزْنُهُ اسْتَفْعَلَ ، وَمِنِ اهْرَاقَ وَوَزْنُهُ اسْتَفْعَلَ ، وَقِيلَ : اسْتُعْمِلَ مِنْ وَجْهَيْنِ . وَقِيلَ : السِّينُ بَدَلُ التَّاءِ ، وَوَزْنُهُ افْتَعَلَ .