وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون
"آية" معناه: علامة على الحشر وبعث الأجساد، والضمير في "لهم" يراد به كفار قريش، وقرأ ، نافع وشيبة ، : "الميتة" بكسر الياء وشدها، وقرأ وأبو جعفر ، أبو عمرو بسكون الياء خفيفة، وإحياؤها بالمطر. وعاصم
وقرأ الجمهور: "ثمره" بفتح الثاء والميم، وقرأ ، طلحة ، وابن وثاب ، وحمزة بضمهما، وقرأ والكسائي بضم الثاء وسكون الميم، والضمير فيه قالت فرقة: هو عائد على الماء الذي يتضمنه قوله تعالى: الأعمش من العيون ; لأن التقدير: "ما" وقالت فرقة: هو عائد على جميع ما تقدم مجملا، كأنه قال: "من ثمر ما ذكرنا"، وقال : هو من باب أن يذكر الإنسان شيئين أو ثلاثة ثم يعيد الضمير على واحد ويكني عنه، كما قال أبو عبيدة الأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي الباهلي:
[ ص: 248 ]
رماني بذنب كنت منه ووالدي ... بريئا، ومن أجل الطوي رماني
وهذا الوجه في الآية ضعيف.
و"ما" في قوله تعالى: وما عملته أيديهم ، قال : هي اسم معطوف على "الثمر"، أي: ويقع الأكل من الثمر ومما عملته الأيدي بالغرس والزراعة ونحوه. وقالت فرقة: هي مصدرية، وقيل: هي نافية، والتقدير: إنهم يأكلون من ثمره وهو شيء لم تعمله أيديهم، بل هي نعمة من الله تبارك وتعالى عليهم. وقرأ جمهور القراء: "عملته" بالهاء الضمير، وقرأ الطبري ، حمزة ، والكسائي - في رواية وعاصم -، أبي بكر ، وطلحة : "عملت" بغير ضمير. وعيسى
ثم نزه تبارك وتعالى نفسه تنزيها مطلقا في كل ما يلحد به ملحد، أو يشرك مشرك. و"الأزواج": الأنواع من كل شيء، وقوله: ومما لا يعلمون نظير قوله: ويخلق ما لا تعلمون .