[ ص: 680 ] بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة التكاثر
وهي مكية لا أعلم فيها خلافا.
قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30196_32407_32506_32507_32944_34310_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=1ألهاكم التكاثر nindex.php?page=treesubj&link=32872_34310_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=2حتى زرتم المقابر nindex.php?page=treesubj&link=18800_30532_30539_32925_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كلا سوف تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=4ثم كلا سوف تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=30532_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5كلا لو تعلمون علم اليقين nindex.php?page=treesubj&link=30428_30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=6لترون الجحيم nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=7ثم لترونها عين اليقين nindex.php?page=treesubj&link=30532_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=8ثم لتسألن يومئذ عن النعيم
"ألهاكم" معناه: شغلكم بلذاته، ومنه "لهو الحديث والأصوات" واللهو بالنساء، وهذا خبر فيه تقريع وتوبيخ وتحسر. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12107وأبو عمران الجوني ،
وأبو صالح : "آلهاكم" على الاستفهام.
و"التكاثر" هو المفاخرة بالأموال والأولاد والعدد جملة، وهذا هجيرى أهل الدنيا وأبنائها
العرب وغيرهم، لا يتخلص منه إلا العلماء المتقون، وقد قال
الأعشى: ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=696577 "يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت"؟ .
[ ص: 681 ] واختلف المتأولون في معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=2حتى زرتم المقابر ، فقال بعضهم: حتى ذكرتم الموتى في تفاخركم بالآباء والسلف، وتكثرتم بالعظام الرميم، وقال آخرون: المعنى: حتى متم وزرتم بأجسادكم مقابركم، أي قطعتم بالتكاثر أعمارهم، وعلى هذا التأويل روي أن أعرابيا سمع هذه الآية فقال: بعث القوم للقيامة ورب
الكعبة، فإن الزائر منصرف لا يقيم، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش هذه النزعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ، وقال آخرون: هذا تأنيب على الإكثار من
nindex.php?page=treesubj&link=2317زيارة القبور، أي: جعلتم أشغالكم القاطعة لكم عن العلم والتعلم زيارة القبور تكثرا بمن سلف وإشادة بذكره، وقال: ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=73855 "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا". فكان نهيه عليه الصلاة والسلام في معنى الآية، ثم أباح بعد لمعنى الاتعاظ لا لمعنى المباهاة والافتخار كما يفعل الناس في ملازمتها وتسنيمها بالرخام والحجارة، تلوينها سرفا، وبنيان النواويس عليها.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كلا سوف تعلمون زجر ووعيد، ثم كرر تعالى: "كلا" تأكيدا، ويأخذ الناس من هذا الزجر والوعيد المكررين كل أحد على قدر حظه من التوغل فيما يكره، هذا تأويل جمهور الناس، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه "كلا ستعلمون في القبور، كلا ستعلمون في البعث، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : الزجر الأول وعيده هو للكفار والثاني للمؤمنين. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار : "كلا سيعلمون" فيهما.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5كلا لو تعلمون جواب "لو" محذوف مقدر في القول، أي:
[ ص: 682 ] لازدجرتم وبادرتم إنقاذ أنفسكم من الهلكة، و"اليقين" أعلى مراتب العلم. ثم أخبر تعالى الناس أنهم يرون الجحيم. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "لترون" بضم التاء، وقرأ الباقون بفتحها، وهي الأرجح، وكذلك في الثانية، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه بفتح التاء الأولى وضمها في الثانية، وروي ضمها عن
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم .
و"ترون" أصله ترأيون، نقلت حركة الهمزة إلى الراء، وقلبت الياء ألفا لحركتها بعد مفتوح ثم حذفت الألف لسكونها وسكون الواو بعدها ثم جلبت النون المشددة فحركت الواو بالضم لسكونها وسكون النون الأولى من المشددة; إذ قد حذفت نون الإعراب للبناء. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: هذا خطاب للمشركين، فالمعنى -على هذا- أنها رؤية دخول وصلي، وهو عين اليقين، وقال آخرون: الخطاب للناس كلهم، فهي كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وإن منكم إلا واردها ، فالمعنى أن الجميع يراها، ويجوز الناجي ويتكردس فيها الكافر. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=7ثم لترونها عين اليقين تأكيد في الخبر، و"عين اليقين" حقيقته وغايته. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبي عمرو أنهما همزا "لترؤن" و"لترؤنها" بخلاف عنهما، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : "ثم لترونها" بضم التاء.
ثم أخبر تعالى أن الناس مسؤولون يومئذ عن نعيمهم في الدنيا، كيف نالوه؟ ولم آثروه؟ ويتوجه في هذا أسئلة كثيرة بحسب شخص شخص، من منقادة لمن أعطي فهما في كتاب الله تعالى، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد : النعيم هو الأمن والصحة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو البدن والحواس، يسأل المرء فيما استعملها؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير : هو كل ما يتلذذ به من طعام وشراب،
وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وبعض أصحابه رطبا، وشربوا عليها ماء فقال لهم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه، ومضى عليه الصلاة والسلام يوما هو وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله عنهما -وقد جاعوا- إلى منزل [ ص: 683 ] أبي الهيثم بن التيهان، فذبح لهما شاة، وأطعمهم خبزا ورطبا، واستعذب لهم ماء، وكانوا في ظل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم". وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"النعيم المسئوول عنه كسرة تقوته، وماء يرويه، وثوب يواريه". وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن النعيم المسؤول عنه الماء البارد في الصيف، وقال عليه الصلاة والسلام:
"من أكل خبز البر، وشرب الماء البارد في ظل، فذلك النعيم الذي يسأل عنه"، وقال عليه الصلاة والسلام:
[ ص: 684 ] "بيت يكنك، وخرقة تواريك، وكسرة تشد قلبك، وما سوى ذلك فهو نعيم" . وقال النبي عليه الصلاة والسلام:
"كل نعيم فهو مسؤول عنه، إلا نعيما في سبيل الله عز وجل" .
كمل تفسير سورة [التكاثر] والحمد لله رب العالمين.
[ ص: 680 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تَفْسِيرُ سُورَةِ التَّكَاثُرِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ لَا أَعْلَمُ فِيهَا خِلَافًا.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30196_32407_32506_32507_32944_34310_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=1أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ nindex.php?page=treesubj&link=32872_34310_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=2حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ nindex.php?page=treesubj&link=18800_30532_30539_32925_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=4ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ nindex.php?page=treesubj&link=30428_30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=6لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=7ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ nindex.php?page=treesubj&link=30532_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=8ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
"أَلْهَاكُمْ" مَعْنَاهُ: شَغَلَكُمْ بِلَذَّاتِهِ، وَمِنْهُ "لَهْوُ الْحَدِيثِ وَالْأَصْوَاتِ" وَاللَّهْوُ بِالنِّسَاءِ، وَهَذَا خَبَرٌ فِيهِ تَقْرِيعٌ وَتَوْبِيخٌ وَتَحَسُّرٌ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=12107وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ،
وَأَبُو صَالِحٍ : "آلْهَاكُمْ" عَلَى الِاسْتِفْهَامِ.
وَ"التَّكَاثُرُ" هُوَ الْمُفَاخَرَةُ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَالْعَدَدِ جُمْلَةً، وَهَذَا هِجِّيرَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَبْنَائِهَا
الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ، لَا يَتَخَلَّصُ مِنْهُ إِلَّا الْعُلَمَاءُ الْمُتَّقُونَ، وَقَدْ قَالَ
الْأَعْشَى: وَلِسْتُ بِالْأَكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى وَإِنَّمَا الْعِزَّةُ لِلْكَاثِرِ
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=696577 "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ"؟ .
[ ص: 681 ] وَاخْتَلَفَ الْمُتَأَوِّلُونَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=2حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى ذَكَرْتُمُ الْمَوْتَى فِي تَفَاخُرِكُمْ بِالْآبَاءِ وَالسَّلَفِ، وَتَكَثَّرْتُمْ بِالْعِظَامِ الرَّمِيمِ، وَقَالَ آخَرُونَ: الْمَعْنَى: حَتَّى مُتُّمْ وَزُرْتُمْ بِأَجْسَادِكُمْ مَقَابِرَكُمْ، أَيْ قَطَعْتُمْ بِالتَّكَاثُرِ أَعْمَارَهُمْ، وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ رُوِيَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَمِعَ هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ: بُعِثَ الْقَوْمُ لِلْقِيَامَةِ وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ، فَإِنَّ الزَّائِرَ مُنْصَرِفٌ لَا يُقِيمُ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ هَذِهِ النَّزْعَة عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَقَالَ آخَرُونَ: هَذَا تَأْنِيبٌ عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=2317زِيَارَةِ الْقُبُورِ، أَيْ: جَعَلْتُمْ أَشْغَالَكُمُ الْقَاطِعَةَ لَكُمْ عَنِ الْعِلْمِ وَالتَّعَلُّمِ زِيَارَةُ الْقُبُورِ تَكَثُّرًا بِمَنْ سَلَفَ وَإِشَادَةً بِذِكْرِهِ، وَقَالَ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=73855 "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هَجْرًا". فَكَانَ نَهْيُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي مَعْنَى الْآيَةِ، ثُمَّ أَبَاحَ بَعْدُ لِمَعْنَى الِاتِّعَاظِ لَا لِمَعْنَى الْمُبَاهَاةِ وَالِافْتِخَارِ كَمَا يَفْعَلُ النَّاسُ فِي مُلَازَمَتِهَا وَتَسْنِيمِهَا بِالرُّخَامِ وَالْحِجَارَةِ، تَلْوِينُهَا سَرَفًا، وَبُنْيَانَ النَّوَاوِيسِ عَلَيْهَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ زَجْرٌ وَوَعِيدٌ، ثُمَّ كَرَّرَ تَعَالَى: "كَلَّا" تَأْكِيدًا، وَيَأْخُذُ النَّاسَ مِنْ هَذَا الزَّجْرِ وَالْوَعِيدِ الْمُكَرَّرَيْنِ كُلُّ أَحَدٍ عَلَى قَدْرِ حَظِّهِ مِنَ التَّوَغُّلِ فِيمَا يَكْرَهُ، هَذَا تَأْوِيلُ جُمْهُورِ النَّاسِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "كَلَّا سَتَعْلَمُونَ فِي الْقُبُورِ، كَلَّا سَتَعْلَمُونَ فِي الْبَعْثِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : الزَّجْرُ الْأَوَّلُ وَعِيدُهُ هُوَ لِلْكُفَّارِ وَالثَّانِي لِلْمُؤْمِنِينَ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16871مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ : "كَلَّا سَيَعْلَمُونَ" فِيهِمَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ جَوَابُ "لَوْ" مَحْذُوفٌ مُقَدَّرٌ فِي الْقَوْلِ، أَيْ:
[ ص: 682 ] لَازْدَجَرْتُمْ وَبَادَرْتُمْ إِنْقَاذَ أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْهَلَكَةِ، وَ"الْيَقِينُ" أَعْلَى مَرَاتِبِ الْعِلْمِ. ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى النَّاسَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ الْجَحِيمَ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "لَتُرَوْنَ" بِضَمِّ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَهِيَ الْأَرْجَحُ، وَكَذَلِكَ فِي الثَّانِيَةِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِفَتْحِ التَّاءِ الْأُولَى وَضَمِّهَا فِي الثَّانِيَةِ، وَرُوِيَ ضَمُّهَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنِ كَثِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٍ .
وَ"تَرَوْنَ" أَصْلُهُ تَرْأَيُونَّ، نُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى الرَّاءِ، وَقُلِبَتِ الْيَاءُ أَلِفًا لِحَرَكَتِهَا بَعْدَ مَفْتُوحٍ ثُمَّ حُذِفَتِ الْأَلِفُ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا ثُمَّ جُلِبَتِ النُّونُ الْمُشَدَّدَةُ فَحُرِّكَتِ الْوَاوُ بِالضَّمِّ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ النُّونِ الْأُولَى مِنَ الْمُشَدَّدَةِ; إِذْ قَدْ حُذِفَتْ نُونُ الْإِعْرَابِ لِلْبِنَاءِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: هَذَا خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ، فَالْمَعْنَى -عَلَى هَذَا- أَنَّهَا رُؤْيَةُ دُخُولِ وَصْلِي، وَهُوَ عَيْنُ الْيَقِينِ، وَقَالَ آخَرُونَ: الْخِطَابُ لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ، فَهِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=71وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ، فَالْمَعْنَى أَنَّ الْجَمِيعَ يَرَاهَا، وَيَجُوزُ النَّاجِي وَيَتَكَرْدَسُ فِيهَا الْكَافِرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=7ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ تَأْكِيدٌ فِي الْخَبَرِ، وَ"عَيْنَ الْيَقِينِ" حَقِيقَتُهُ وَغَايَتُهُ. وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبِي عَمْرٍو أَنَّهُمَا هَمْزَا "لَتَرَؤُنَّ" وَ"لَتَرَؤُنَّهَا" بِخِلَافٍ عَنْهُمَا، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنِ كَثِيرٍ : "ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا" بِضَمِّ التَّاءِ.
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ النَّاسَ مَسْؤُولُونَ يَوْمَئِذٍ عَنْ نَعِيمِهِمْ فِي الدُّنْيَا، كَيْفَ نَالُوهُ؟ وَلِمَ آثَرُوهُ؟ وَيَتَوَجَّهُ فِي هَذَا أَسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ بِحَسَبِ شَخْصٍ شَخْصٍ، مِنْ مُنْقَادَةٍ لِمَنْ أُعْطِيَ فَهُمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَسُفْيَانُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ : النَّعِيمُ هُوَ الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ الْبَدَنُ وَالْحَوَاسُّ، يُسْأَلُ الْمَرْءُ فِيمَا اسْتَعْمَلَهَا؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابْنُ جُبَيْرٍ : هُوَ كُلُّ مَا يُتَلَذَّذُ بِهِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ،
وَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَبَعْضُ أَصْحَابِهِ رُطَبًا، وَشَرِبُوا عَلَيْهَا مَاءً فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تَسْأَلُونَ عَنْهُ، وَمَضَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَوْمًا هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -وَقَدْ جَاعُوا- إِلَى مَنْزِلِ [ ص: 683 ] أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التِّيهَانِ، فَذَبَحَ لَهُمَا شَاةً، وَأَطْعَمَهُمْ خُبْزًا وَرُطَبًا، وَاسْتَعْذَبَ لَهُمْ مَاءً، وَكَانُوا فِي ظِلٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ نَعِيمِ هَذَا الْيَوْمِ". وَرُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ:
"النَّعِيمُ الْمَسْئُوولُ عَنْهُ كَسْرَةٌ تَقُوتُهُ، وَمَاءٌ يَرْوِيهِ، وَثَوْبٌ يُوَارِيهِ". وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّ النَّعِيمَ الْمَسْؤُولَ عَنْهُ الْمَاءُ الْبَارِدُ فِي الصَّيْفِ، وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
"مِنْ أَكَلَ خُبْزَ الْبُرِّ، وَشَرِبَ الْمَاءَ الْبَارِدَ فِي ظِلٍّ، فَذَلِكَ النَّعِيمُ الَّذِي يُسْأَلُ عَنْهُ"، وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
[ ص: 684 ] "بَيْتٌ يُكَنِّكَ، وَخِرْقَةٌ تُوَارِيكَ، وَكَسْرَةٌ تَشُدُّ قَلْبَكَ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ نَعِيمٌ" . وَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
"كُلُّ نَعِيمٍ فَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، إِلَّا نَعِيمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" .
كَمُلَ تَفْسِيرُ سُورَةِ [التَّكَاثُرِ] وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.