قلت للمعجب لما قال مثلي لا يراجع يا قريب العهد بالمخرج
لم لا تتواضع "
وإذا وقع له شيء في أول كلام الخصم فلا يعجل بالحكم به فربما كان في آخره ما يبين أن الغرض بخلاف الواقع له فينبغي أن يثبت إلى أن ينقضي الكلام ، وبهذا أدب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، في قوله تعالى : ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) .
ويكون نطقه بعلم ، وإنصاته بحلم ، ولا يعجل إلى جواب ، ولا يهجم على سؤال ، ويحفظ لسانه من إطلاقه بما لا يعلمه ، ومن مناظرته فيما لا يفهمه فإنه ربما أخرجه ذلك إلى الخجل والانقطاع ، فكان فيه نقصه وسقوط منزلته عند من كان ينظر إليه بعين العلم والفضل ، ويحرزه بالمعرفة والعقل والعرب تقول : عيي صامت خير من غبي ناطق .