271 - أنا أبو عبد الله : أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي ، أنا نا أبو سهل : أحمد بن محمد بن عبد الله القطان ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، علي - هو ابن المديني - نا نا الوليد بن مسلم ، حدثني الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، قال : أبي هريرة ، مكة ، قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن الله تعالى حبس عن مكة الفيل ، وسلط عليها رسوله والمؤمنين ، وإنما أحلت لي ساعة من النهار ، ثم هي حرام إلى يوم القيامة ، لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين ، إما أن يفدو وإما أن يقتل " .
فقام رجل يقال له أبو شاه من أهل اليمن ، فقال : يا رسول الله ، اكتبوا لي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اكتبوا لأبي شاه " .
قال : فقام عباس - أو قال : قال عباس - : يا رسول الله : إلا الإذخر ، فإنه لقبورنا ولبيوتنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إلا الإذخر " لما فتح الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 269 ] قال الوليد : فقلت للأوزاعي : ما قوله : لأبي شاه " ؟ قال : يقول : اكتبوا له خطبته التي سمعها من النبي - صلى الله عليه وسلم - . " اكتبوا
قال : العباس إلى إباحة قطع الإذخر . فرأى النبي لله - صلى الله عليه وسلم - ، من المصلحة إجابة
وأبى من ذهب إلى القول الأول هذا المذهب ، وقال : إنما أمر أن يحكم بما أراه تعالى من الوجوه المنزلة عليه في الكتاب ، فهذا معنى الآية .
وأما قصة العباس ، فإنه إنما سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مراجعة ربه في الإذخر ، كما طلب موسى عليه السلام من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ليلة المعراج مراجعة ربه في تخفيف الصلاة عن أمته فردت من خمسين إلى خمس ، وكما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ على حرف فراجع فيه مرة بعد مرة حتى رد إلى سبعة أحرف .
قال ، فإن قيل : قد كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - جواب العباس في الحال بلا زمان بين السؤال وبين الجواب يكون فيه الوحي بذلك الجواب ، فإنا نقول : يحتمل أن يكون في لطيف قدرة الله تعالى مجيء الوحي بالجواب في ذلك الوقت ، ويحتمل أن يكون جبريل حاضرا ، فألقى [ ص: 270 ] جبريل إليه الجواب في الحال ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، للذي سأله فقال : جبريل " . يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر يكفر الله عني خطاياي ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم " فلما ولى دعاه فقال له : " إلا أن يكون عليك دين ، كذلك قال لي
وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لحسان بن ثابت في هجائه المشركين : وجبريل معك " . " اهجهم
فإذا كان جبريل مع حسان لمهاجاته قريشا ، فبأن يكون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته التي يخبر فيها عن الله تعالى بشرائع الدين أولى .
وقال بعض أهل العلم : ألقى في روع النبي - صلى الله عليه وسلم - كل ما سنه ، واحتج بالحديث الذي :