الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8381 4245 - (8587) - (2\348 - 349) عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر: " أن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، قال: ائتني بشهداء أشهدهم، قال: كفى بالله شهيدا، قال: ائتني بكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركبا، يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة معها إلى صاحبها، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها البحر، ثم قال: اللهم إنك قد علمت أني استسلفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا، فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وإني قد جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه بالذي أعطاني، فلم أجد مركبا، وإني استودعتكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يطلب مركبا يخرج إلى بلده، فخرج

[ ص: 67 ]

الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا يجيئه بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما كسرها وجد المال، والصحيفة، ثم قدم الرجل الذي كان تسلف منه، فأتاه بألف دينار، وقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي بشيء؟ قال: ألم أخبرك أني لم أجد مركبا قبل هذا الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة، فانصرف بألفك راشدا ".


التالي السابق


* قوله : "أن يسلفه ": من أسلف؛ أي: يقرضه.

* "أشهدهم ": من الإشهاد.

* "صدقت"؛ أي: في أنه تعالى يكفي شهيدا وكفيلا.

* "مركبا": سفينة.

* "يقدم": بفتح الدال؛ من القدوم.

* "عليه"؛ أي: فيه، أو على الدائن.

* "أجله ": من التأجيل.

* "فنقرها"؛ أي: حفرها.

* "فيها"؛ أي: في الخشبة؛ أي: في المكان المنقور منها.

* "وصحيفة": مكتوبا، وفيه: من فلان إلى فلان، إني دفعت مالك إلى وكيل توكل بي كما في رواية.

* "ثم زجج": بزاي وجيمين أولاهما مشددة، قيل: أي: سمرها بمسامير؛

من الزج، وهو سنان الرمح، على تشبيه المسامير بالزج، وقيل: أي سوى موضع النقر وأصلحه، وهو من تزجيج الحواجب، وهو التقاط زوائد الشعر الخارج عن الخدين.

[ ص: 68 ]

* "قد جهدت": بفتح الجيم والهاء؛ أي: اجتهدت.

* "ولجت": بتخفيف اللام؛ أي: دخلت.

* "فيه"؛ أي: في البحر.

* "وهو في ذلك"؛ أي: مع ذلك الذي فعل.

* "إلى بلده"؛ أي: بلد الدائن.

* "ثم قدم ": بكسر الدال.

* "بألفك": بإضافة الألف إلى ضمير الخطاب.

* "راشدا": حال من فاعل "انصرف".

* * *




الخدمات العلمية