الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4020 [ ص: 271 ] 277 - حدثني عمران بن ميسرة ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن حصين ، عن عامر ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي : واجبلاه ، واكذا ، واكذا ; تعدد عليه فقال حين أفاق : ما قلت شيئا إلا قيل لي : آنت كذلك ؟

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل : لا مطابقة للترجمة في ذكر هذا الحديث هنا ; لأنه ليس فيه ما يدل على أنه كان في غزوة مؤتة ( قلت ) : يمكن أن يوجه ذكره هنا بشيء ، وإن كان فيه نوع تعسف ، وهو أن المذكور فيه من جملة ما جرى على عبد الله بن رواحة المذكور في الباب ، وهو الموت فيما مضى والمرض هنا .

                                                                                                                                                                                  وحصين بضم الحاء هو ابن عبد الرحمن ، وعامر هو الشعبي كما مر الآن ، قوله : " أخته عمرة " هي والدة النعمان بن بشير راوي الحديث ، ووقع في رواية هشيم عند أبي نعيم وفي مرسل أبي عمران الجوني عند ابن سعد أنها أم عبد الله بن رواحة قيل : هذا خطأ فاحش ، واسم أمه كبشة بنت واقد ، قوله : " أغمي على عبد الله " يعني مرض وحصل له الإغماء في مرضه ، فلما رأت أخته عمرة هذه الحالة بكت وندبت ، وقالت نادبة بقولها : واجبلاه بالجيم واللام ، والواو فيه للندبة ، وهو حرف نداء ولكنه يختص بالندبة ، والهاء فيه للسكن ، وفي رواية هشيم عن حصين عند أبي نعيم في المستخرج : واعضداه ، وفي مرسل الحسن عند ابن سعد : واجبلاه ، واعزاه ، وفي مرسل أبي عمران الجوني عنده : واظهراه ، قوله : " تعدد عليه " أي : على عبد الله بن رواحة وتعدد بضم التاء من التعديد ، وهو ذكر أوصاف الميت ومحاسنه في أثناء البكاء ، قوله : " فقال " أي : عبد الله حين أفاق من إغمائه مخاطبا لأخته عمرة ما قلت شيئا إلا قيل : آنت كذلك ؟ الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار ، أي : قيل لي هذا الكلام على سبيل الإيذاء والإهانة ، وفي مرسل أبي عمران الجوني أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان عاده يعني عبد الله فأغمي عليه فقال : اللهم إن كان أجله قد حضر فيسر عليه ، وإلا فاشفه ، قال : فوجد خفة فقال : كان ملك قد رفع مرزبة من حديد يقول : آنت كذا ؟ فلو قلت : نعم لقمعني بها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية