الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3816 85 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، أخبرنا زكرياء بن عدي ، أخبرنا ابن المبارك ، عن حيوة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر قال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ، ثم طلع المنبر فقال : إني بين [ ص: 142 ] أيديكم فرط ، وأنا عليكم شهيد ، وإن موعدكم الحوض ، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا ، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها ! قال : فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ; لأنه من جملة أمور غزوة أحد .

                                                                                                                                                                                  ومحمد بن عبد الرحيم أبو يحيى كان يقال له صاعقة ، وزكريا بن عدي أبو يحيى الكوفي ، وابن المبارك هو عبد الله بن المبارك المروزي ، وحيوة هو ابن شريح الحضرمي الكندي المصري أبو زرعة ، مات سنة تسع وخمسين ومائة . ويزيد بن أبي حبيب واسمه سويد ويكنى يزيد بأبي رجاء المصري ، وأبو الخير اسمه مرثد بن عبد الله .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الجنائز في باب الصلاة على الشهيد ; فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب إلى آخره ، ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قال الكرماني : فإن قلت : فما قول الشافعية حيث لا يصلون عليه - أي على الشهيد ؟ قلت : تقدم أيضا ثمة أنه لم يصل على أهل أحد ، فلا بد من التوفيق بينهما بأن تحمل الصلاة على المعنى اللغوي ; أي دعا لهم بدعاء الميت . انتهى ، قلت : حفظ شيئا وغابت عنه أشياء ، فكيف تحمل الصلاة على المعنى اللغوي، وفي رواية للبخاري ومسلم في حديث عقبة بن عامر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوما فصلى على شهداء أحد صلاته على الميت ثم انصرف ، ويقول الحنفية : جاء عن ابن عباس وابن الزبير وعقبة بن عامر وعكرمة وسعيد بن المسيب والحسن البصري ومكحول والثوري والأوزاعي والمزني وأحمد في رواية ، واختارها الخلال .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية