الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( ثم يغسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا ) ، وإنما لم يقل يديه ; لأنه في الابتداء قد غسل يديه ثلاثا ، وإنما بقي غسل الذراعين إلى المرفقين والمرفق يدخل في فرض الغسل عندنا وكذلك الكعبان وقال زفر رحمه الله لا يدخل ; لأنه غاية في كتاب الله - تعالى - والغاية حد ، فلا يدخل تحت [ ص: 7 ] المحدود اعتبارا بالممسوحات واستدلالا بقوله - تعالى - : { ثم أتموا الصيام إلى الليل } والذي يروي { أن النبي صلى الله عليه وسلم غسل المرافق } فمحمول على إكمال السنة دون إقامة الفرض ولنا أن من الغايات ما يدخل ويكون حرف " إلى " فيه بمعنى " مع " قال الله - تعالى - : { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } أي مع أموالكم فكان هذا مجملا في كتاب الله بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله : ، فإنه { توضأ وأدار الماء على مرافقه } ولم ينقل عنه ترك غسل المرافق في شيء من الوضوء فلو كان ذلك جائزا لفعله مرة تعليما للجواز ، ثم إن الأصل أن ذكر الغاية متى كان لمد الحكم إلى موضع الغاية لم يدخل فيه الغاية كما في الصوم ، فإنه لو قال : " ثم أتموا الصيام " اقتضى صوم ساعة ، ومتى كان ذكر الغاية لإخراج ما وراء الغاية يبقى موضع الغاية داخلا وها هنا ذكر الغاية لإخراج ما وراء الغاية ، فإنه لو قال وأيديكم اقتضى غسل اليدين إلى الآباط كما فهمت الصحابة رضوان الله عليهم ذلك في آية التيمم في الابتداء فذكر الغاية لإخراج ما وراء الغاية فيبقى المرفق داخلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية