الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال ( ولا وضوء في شيء من الأطعمة ما مسته النار ، وما لم تمسه فيه سواء ) وأصحاب الظواهر يوجبون الوضوء مما مسته النار ، ومنهم من أوجب من لحم الإبل خاصة لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { توضئوا [ ص: 80 ] مما مسته النار } ، وفي حديث آخر { توضئوا من لحوم الإبل ، ولا تتوضئوا من لحوم الغنم } .

( ولنا ) حديث أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من كتف شاة ، ثم صلى ، ولم يتوضأ } ، وقال جابر { توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قام ليخرج فرأى عرقا أي عظما في يد بعض صبيانه فأكل منه ، ثم صلى ، ولم يتوضأ } ، وحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ضعيف قد رده ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال : ألسنا نتوضأ بالحميم ، ولو ثبت فالمراد منه غسل اليد بدليل حديث عكراش بن ذؤيب قال { أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني بيت أم سلمة رضي الله تعالى عنها فأتينا بقصعة كثيرة الثريد ، والودك فجعلت آكل من كل جانب فقال صلى الله عليه وسلم كل مما يليك فإن الطعام واحد ، ثم أتينا بطبق من رطب فجعلت آكل مما يليني فقال : أجل يدك فإن الرطب ألوان ، ثم أتي بماء فغسل يديه ، وقال : هذا هو الوضوء مما مسته النار } ، ولهذا فصل في روايته بين لحم الإبل ، وغيره ; لأن للحم الإبل من اللزوجة ما ليس لغيره ، والمعنى أنه لو أكل الطعام نيئا لم يلزمه الوضوء فالنار لا تزيده إلا نظافة .

التالي السابق


الخدمات العلمية