الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              إحياء دور الوقف لتحقيق التنمية

              الدكتور / أسامة عبد المجيد العاني

              المطلب الأول: المقاصد لغة واصطلاحا:

              1- المقاصد لغة:

              قصد الشيء بمعنى طلب، يقال: قصد يقصد قصدا ومقصدا؛ وقد ورد في كتب اللغة معان كثيرة للفعل قصد، منها [1] : [ ص: 97 ] أ- معنى العدل والتوسط بين طرفين.

              ب- معنى استقامة الطريق، يقال: طريق قاصد: سهل مستقيم، وسفر قاصد: سهل قريب، ومنه قوله تعالى: ( لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا ) (التوبة:42) .

              ج- معنى خلاف الإفراط، وهو ما بين الإسراف والتقتير، قال تعالى: ( ومنهم مقتصد ) (فاطر: 32) .

              د- بمعنى مشى مستويا، قال تعالى: ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) (لقمان:19) .

              2- المقاصد اصطلاحا:

              عرفت المقاصد بأكثر من تعريف، فقد جعل بعضهم المقاصد في مقابلة المبادئ، وبعضهم الآخر في مقابلة الوسائل، ومن هذه التعريفات:

              أ- عرفها الإمام القرافي أنها: «موارد الأحكام المتضمنة للمصالح والمفاسد في نفسها» [2] .

              ب- وقال عنها الشاطبي أنها: «أرواح الأعمال» [3] . [ ص: 98 ] ج- وعرفها الطاهر بن عاشور أنها: «الأعمال والتصرفات المقصودة بذاتها والتي تسعى النفوس إلى تحصيلها بمساع شتى أو تحمل على السعي إليها امتثالا» [4] .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية