الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              - المطلب الثالث: الحاجيات:

              هي ما كان مفتقرا إليها من حيث التوسعة، ورفع الضيق المؤدي إلى الحرج، والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب، فإذا لم تراع دخل المكلفين على الجملة الحرج والمشقة، ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد العادي المتوقع في المصالح العامة؛ وهي جارية في العبادات والعادات والمعاملات والجنايات [1] .

              وعرفت بأنـها: «الأمور التي يحتـاج إليها النـاس لرفع الحرج والمشقة عنهم، وإذا فاتت لا يختل نظام الحياة، ولكن يلحق الناس المشقة، والعنت، والضيق» [2] . [ ص: 105 ] ففي العبادات في حفظ الدين جاءت الرخص التي تزيل المشقة، وترفع الحرج عن الناس عند ممارستهم لشعائرهم التعبدية، وفي العادات كلية النفس والنسل والعقل تتمثل في إشباع الحاجات البيولوجية بالتمتع بالطيبات، مأكلا ومشربا وملبسا ومسكنا، وفي المعاملات دفع وإزالة الحرج والمشقة في استخدام وتدوير الثروة وانتقال الأموال ورواجها ودورانها عن طريق الأحكام المختلفة التي تنظم حفظ كلية المال، وكذا بالنسبة للنسل بتيسير العلاقات الأسرية وإزالة الحرج في مجالات التناسل والتكاثر [3] .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية