الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              - المطلب الأول: خصائص وأبعاد التنمية البشرية:

              يمكن إيجاز خصائص وأبعاد التنمية البشرية بالآتي [1] :

              1- تعظيم قيمة الإنسان:

              يكمن هدف «التنمية البشرية» في إعادة الإنسان إلى موقع الصدارة على خلاف ما جرى في الماضي، فالتنمية لخدمة الإنسان، وتبدأ به وليس العكس، ولا يجب أن توجه التنمية نحو تعظيم الناتج القومي، بل نحو حياة المجتمع.

              2- التوازن بين رفاهية الفرد ورفاهية المجموع:

              إن إطلاق الحريات الفردية دون حدود من شأنه انتهاك حرية الآخرين، الأمر الذي يتطلب زيادة التوعية بالمسؤولية تجاه المجتمع، فالرفاهية الفردية والرفاهية الاجتماعية مترابطتان. فالتنمية البشرية لابد لتحقيقها من تماسك اجتماعي وعدالة في توزيع ثمرات التقدم ، دون حدوث تصارع بين النوعين. [ ص: 79 ]

              3- اتباع مبدأ الاعتماد على الذات:

              التحديات التي تجابهها البلدان النامية من خلال إفرازات العولمة وأدواتها عقدت حال الدولة النامية، فازدادت مديونيتها وتبعيتها إلى الخارج، مما حدا بالتنمية البشرية من أجل النهوض بها الاعتماد على القدرات الذاتية في توفير مواردها وإلا فإن القروض والمساعدات الخارجية لا تكفي لتحقيق النتائج المرجوة، ولن تؤدي إلا إلى تكريس تبعية البلد وتعميق تخلفه.

              4- الاستدامة:

              التنمية البشرية عملية مستمرة وبعيدة المدى، فهي تعنى بتلبية الحاجات الأساس للأجيال الحالية دون تعريض قدرات الأجيال المقبلة وفرصها للخطر، حيث يجب أن تكون عملية لتوسيع الخيارات لصالح الأجيال الحالية والمقبلة على السواء.

              5- شمولية المنهج :

              يتجاوز منهج «التنمية البشرية» فلسفة صندوق النقد والبنك الدوليين، التي تضع الدخل أساسا لتحقيق التنمية، وهذه الشمولية تجعل من منهاج التنمية البشرية صالحا للدول كافة ولجوانب الحياة كلها [2] .

              6- الحشد لجميع الطاقات:

              تعتمد «التنمية البشرية» على كل من الدولة والقطاع الخاص لتحقيقها. فالاستثمارات الضخمة وقطاع الخدمات الاجتماعية ذو المردود [ ص: 80 ] المنخفض لا يلج فيه إلا الدولة، كما أن أخذ زمام المبادرة في توفير المتطلبات الأساسية وإيجاد المنافس المتمم للقطاع العام ومتابعة حاجات السوق لا يتم إشباعها دون وجود القطاع الخاص. فبتحقيق الموازنة بين هذين القطاعين نضمن تحقيق «التنمية البشرية».

              7- التمكين:

              تكمن أهمية بعد التمكين في «التنمية البشرية» في أن الناس يطورون، بوساطته، إمكاناتهم بوصفهم أفرادا وأعضاء في مجتمعاتهم، ذلك أن قدرة الناس على التصرف لصالح ذواتهم ولصالح غيرهم أمر مهم لتحقيق التنمية البشرية، وبهذا المعنى لا ينبغي للتنمية البشرية أن تتحقق من أجل الناس فحسب، بل ينبغي لهم أنفسهم أن يحققوها، فالناس الممكنون أقدر على المشاركة في القرارات والعمليات التي تصوغ حياتهم. وتحتل منظمات المجتمع المدني أهمية خاصة في هذا المجال.

              8- الإنصاف:

              يؤكد مفهوم التنمية البشرية الإنصاف في بناء القدرات وإتاحة الفرص المتكافئة للجميع. ولا يقتصر الأمر على الدخل المادي وحسب، بل يتسع ليشمل إلغاء سائر العوائق القائمة على أسـاس النوع الاجتماعي أو العنصر أو القومية، أو التحدر الطبقي، أو أية عوامل أخرى تحول دون الحصول على الفرص الاقتصادية والسياسية والثقافية. [ ص: 81 ]

              9- الحرية:

              تعنى التنمية البشرية أساسا بالحرية وبناء قدرات البشر، لكن الناس مقيدون بما يمكنهم فعله بتلك الحرية إذا كانوا فقراء، أو مرضى، أو أميين، أو ضحايا تمييز أو مهددين بنـزاعات عنيفة، أو محرومين من الصوت السياسي. وعليه، يمكن النظر إلى التنمية بوصفها عملية توسيع الحريات الحقيقية، التي يتمتع بها الناس. وتتضمن الحريات: الحرية ضد التمييز، والتحرر من العوز، والتحرر لتحقيق الذات الإنسانية، والتحرر من الخوف، والتحرر من الظلم، وحرية المشاركة والتعبير والانتماء السياسي، وحرية الحصول على عمل دون الوقوع فريسة للاستغلال.

              -

              التالي السابق


              الخدمات العلمية