الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا هناد ) : بتشديد النون . ( بن السري ) : بفتح المهملة وكسر راء وياء مشددة ، الكوفي التميمي ثقة [ ص: 56 ] ( حدثنا عبثر ) : بفتح مهملة وسكون موحدة وفتح مثلثة وراء في آخره . ( بن القاسم ) : أي الزبيدي بالتصغير كوفي ثقة . ( عن أشعث ) : بفتحات غير الثانية . ( يعني ) : هو من كلام المؤلف أو هناد أو عبثر ; حينئذ لا بد من القول بالالتفات على مذهب السكاكي . ( ابن سوار ) : بتشديد الواو وهو الكندي ، وروى مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وأخرج البخاري حديثه في التاريخ ، فقول العصام أنه ضعيف غير صحيح ، ولم يقل أشعث بن سوار محافظة على لفظ الشيخ من غير زيادة وهذا دأبهم في رعاية الأمانة . ( عن أبي إسحاق ) : تقدم . ( عن جابر بن سمرة ) : وفي الشرح نقل عن البخاري أن إسناد الحديث إلى جابر وإلى البراء كليهما صحيح وخطأ النسائي الإسناد إلى جابر وصوب الإسناد إلى البراء فقط ، ولا شك أن الأول هو الصحيح . ( قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ) : بالتنوين . . ( إضحيان ) : بكسر الهمزة وسكون الضاد المعجمة وكسر الحاء المهملة وتخفيف التحتية وفي آخرها نون منون ، قال ميرك : كذا ثبت في الرواية وإن كانت ألفه ونونه زائدتين كما قاله صاحب النهاية لوجود إضحيانة وهي صفة ليلة أي مقمرة أي طالعة فيها القمر ، وأصل الكلمة البروز والظهور ، وقيل صرف لتأويل الليلة بالليل ، وقيل لأنها من وصف المؤنث خاصة كطالق وحائض ، وورد في بعض الروايات أنها ليلة ثمان من الشهر ، وفي الفائق : يقال ليلة ضحياء وإضحيان وإضحيانة وهي المقمرة من أولها إلى آخرها ، فإن ساعدت الرواية قوله : " كان له وجه وجيه " لأن في تلك الليلة نور القمر أعم وحسنه أتم . ( وعليه حلة حمراء ) : بيان لما وجب التأمل فيه لمزيد حسنه صلى الله عليه وسلم فيه أو ذكره لبيان الواقع وللدلالة على حفظه وضبطه القضية فكأنه نصب عينيه . ( فجعلت ) : أي شرعت فهو من أفعال المقاربة . ( أنظر إليه ) : أي إلى وجهه صلى الله عليه وسلم . . ( وإلى القمر ) : أي تارة . ( فلهو ) : بلام الابتداء والقسم ويجوز سكون هائه ، والتقدير فوالله لوجهه عليه السلام . ( عندي ) : لبيان الواقع ولافتخاره باعتقاده لا للتخصيص والاحتراز عن غيره ; فإنه كذلك عند كل مسلم رآه بنور النبوة خلافا لعمي الأبصار كما أخبر عنهم عز وجل بقوله : ( وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) : أي جمالك وكمالك لنقصان بصرهم كالخفاش لم يقدر على مطالعة نور الشمس من غير جرم لها . ( أحسن من القمر ) : لأن نوره ظاهر في الآفاق والأنفس مع زيادة الكمالات الصورية والمعنوية بل في الحقيقة كل نور خلق من نوره ، وكذا قيل في قوله تعالى : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره ) أي نور محمد ; فنور وجهه صلى الله عليه وسلم ذاتي لا ينفك عنه ساعة في الليالي والأيام ، ونور القمر مكتسب مستعار ينقص تارة ويخسف أخرى ، وما أحسن ما قال بعض الشعراء بالفارسية مضمونها إنك تشبه القمر في النور والعلو ولكن ليس له النطق والحبور ، وفيه تنبيه نبيه على خلو القمر عن كثير من نعوت جماله وصفات كماله صلى الله عليه وسلم [ ص: 57 ] وعلى آله .

التالي السابق


الخدمات العلمية