الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا قتيبة ، حدثنا أبو الأحوص ) قال ميرك : هو سلام بن سليم الحنفي ، مولاهم الكوفي ، ثقة متقن صاحب حديث من السابعة ، مات سنة تسع وسبعين ومائة ( عن سماك بن حرب قال : سمعت النعمان ) بضم أوله ( بن بشير يقول : ألستم ) الخطاب للتابعين أو للصحابة بعده صلى الله عليه وسلم ( في طعام وشراب ما شئتم ) ما بدل من طعام وشراب ، أي أي شيء شئتم منهما ، ويحتمل أن يكون ما مصدرية ويكون ظرفا غير مستقر وفي طعام وشراب خبر ألستم ، ويحتمل أن يكون صفة مصدر محذوف ، أي ألستم متنعمين في طعام وشراب مقدار ما شئتم من التوسعة والإفراط فيه ، فما موصولة ، والكلام فيه تعبير توبيخ ; ولذلك أتبعه بقوله : ( لقد رأيت نبيكم صلى [ ص: 247 ] الله عليه وسلم ) وأضافه إليهم للإلزام حين لم يقتدوا به عليه السلام ، في الإعراض عن الدنيا ومستلذاتها ، وفي التقليل لمأكولاتها ومشروباتها ، وأما قتل خالد مالك بن نويرة ، لما قال له كان صاحبكم يقول : كذا ، فقال صاحبنا : وليس بصاحبك فقتله ، فهو لم يكن لمجرد هذه اللفظة ، بل لأنه بلغه عنه الردة ، وتأكد ذلك عنده بما أباح له به الإقدام على قتله في تلك الحالة ، ثم رأيت إن كان بمعنى النظر فقوله : ( وما يجد من الدقل ) حال وإن كان بمعنى العلم ، فهو مفعول ثان ، وأدخل الواو تشبيها له بخبر كان وأخواتها ، على مذهب الأخفش والكوفي ، كذا حققه الطيبي والأول عليه المعول ، والدقل بفتحتين التمر الرديء ويابسه ، وما ليس له اسم خاص ، فتراه ليبسه وردائته لا يجتمع ، ويكون منشورا كذا في النهاية ، ثم قوله : ( ما يملأ بطنه ) مفعول يجد ، وما موصولة أو موصوفة ، ومن الدقل بيان لما تقدم عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية