مسألة : قال الشافعي ، رحمه الله تعالى : " ويقبل بوجهه قصد وجهه ، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا " .
قال الماوردي : وهذا كما قال . من : لرواية سنة الخطيب أن يستدبر بها القبلة ، ويستقبل بها الناس البراء بن عازب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستقبلنا بوجهه ونستقبله بوجوهنا : ولأنه يعظهم بخطبته ، ويوصيهم بتقوى الله سبحانه ، ومراقبته ، وكان إقباله [ ص: 441 ] عليهم أبلغ في الانتفاع بها واستقبالهم بوجهه أبلغ في الاستماع لها ، وينبغي أن يقصد بوجهه قصد وجهه ، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا ولا يفعل ما يفعله أئمة هذا الوقت ، من الالتفات يمينا وشمالا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ليكون متبعا للسنة ، آخذا بحسن الأدب ، لأن في إعراضه عمن أقبل إليه ، وقصد بوجهه إليه ، قبح عشرة ، وسوء أدب ، ولأنه إذا أقبل بوجهه قصد وجهه عم الحاضرين سماعه ، وإذا التفت يمينا قصر عن سماع يسرته ، وإذا التفت شمالا قصر عن سماع يمنته .
فإن خالف السنة فأعرض عنهم ، واستقبل القبلة ، أجزاهم وإياه بحصول تبليغها والغرض المقصود منها كالأذان الذي من سنته استقبال القبلة به ، ويجزي وإن استدبر القبلة .