الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " وأحب أن يكون المؤذنون اثنين لأنه الذي حفظناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : بلال وابن أم مكتوم فإن كان المؤذنون أكثر أذنوا واحدا بعد واحد "

                                                                                                                                            قال الماوردي

                                                                                                                                            وإنما أراد بذلك من ندبهم الإمام للأذان ورتبهم فيه على الدوام ، وإلا ، فلو أذن أهل المسجد كافة لم يمنعوا ، وإنما اخترنا أن يكونا اثنين ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له مؤذنان : بلال ، وابن أم مكتوم ، ثم لأبي بكر - رضي الله عنه - مؤذنان : سعد القرظ ، وآخر ، وإن لم يكتف باثنين لكثرة الناس جعلهم أربعة ، فإن عثمان - رضي الله عنه - جعلهم حين اتسعت المدينة أربعة ، فإن لم يكف جعلهم ستة ، فإن زاد فثمانية ليكونوا شفعا ، ولا يكونوا وترا ، ثم يؤذنون واحدا بعد واحد ، روت عائشة قالت : ما كان بين أذان بلال ، وابن أم مكتوم إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ، ولأن الصوت يختلط باجتماعهم فلا يفهم إلا أن يكون البلد كبيرا [ ص: 59 ] والمسجد واسعا فلا بأس أن يجتمعوا في الأذان دفعة واحدة " كالبصرة " ، ولأن اجتماع أصواتهم أبلغ في الإعلام ، ويتفقوا في الأذان إذا اجتمعوا عليه كلمة واحدة فإن اشتراكهم في كلمة منه أبين وإذا اختلفوا فيه اختلط ، وإذا أذنوا واحدا بعد واحد أذنوا على الولاء ، ولا يتأخر أحدهم عن الآخر بكثير كما قالت عائشة إن كان ينزل هذا ويرقى هذا

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية