الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إن كان لا يحسن العربية فكبر بلسانه فيجزئه ، لأن العجز عن أذكار الصلاة يوجب الانتقال إلى أبدالها ، فلو كان لا يحسن العربية ، ويحسن الفارسية والسريانية فقد اختلف أصحابنا بأيها يكبر على ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                            أحدها : أنه يكبر بالفارسية ؟ لأنها أقرب اللغات إلى العربية

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أن يكبر بالسريانية لأن الله تعالى قد أنزل بها كتابه وما أنزل بالفارسية كتابا

                                                                                                                                            والوجه الثالث : أنه يكبر بأيها شاء وإن كان يحسن الفارسية والتركية فأحد الوجهين يكبر بالفارسية و الثاني بالخيار ، لو كان يحسن السريانية والنبطية فأحد الوجهين يكبر بالسريانية

                                                                                                                                            والثاني : أنه بالخيار ، ولو كان يحسن التركية ، والهندية فهما سواء ، وهو بالخيار فيهما [ ص: 97 ] وجها واحدا ، فإن قيل : فلم جوزتم له التكبير بغير العربية إذا كان لا يحسن العربية ومنعتموه من القراءة بغير العربية ولو كان لا يحسن العربية ؟

                                                                                                                                            قلنا : الفرق بينهما أن للقرآن نظما معجزا يزول إعجازه إذا عبر عنه بغير العربية فلم يكن قرآنا ، وليس في التكبير إعجاز يزول عنه إذا زال عن العربية

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية