الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4009 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال المشركون إنه يقدم عليكم وفد وهنهم حمى يثرب وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا ما بين الركنين ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم قال أبو عبد الله وزاد ابن سلمة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامه الذي استأمن قال ارملوا ليرى المشركون قوتهم والمشركون من قبل قعيقعان

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الخامس حديث ابن عباس تقدم بهذا السند والمتن في أبواب الطواف من كتاب الحج في " باب بدء الرمل " وشرحت بعض ألفاظه وحكم الرمل هناك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وفد ) أي قوم وزنا ومعنى ، ووقع في رواية ابن السكن " وقد " بفتح القاف وسكون الدال ، وهو خطأ .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وهنتهم ) بتخفيف الهاء وتشديدها أي أضعفتهم ، ويثرب اسم المدينة النبوية في الجاهلية ، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تسميتها بذلك ، وإنما ذكر ابن عباس ذلك حكاية لكلام المشركين وفي رواية الإسماعيلي " فأطلعه الله على ما قالوا " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إلا الإبقاء عليهم ) بكسر الهمزة وسكون الموحدة بعدها القاف والمد أي الرفق بهم والإشفاق عليهم ، والمعنى لم يمنعه من أمرهم بالرمل في جميع الطوفات إلا الرفق بهم ، قال القرطبي : روينا قوله : " إلا الإبقاء عليهم " بالرفع على أنه فاعل يمنعه ، وبالنصب على أن يكون مفعولا من أجله ويكون في يمنعه ضمير عائد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو فاعله .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وأن يمشوا بين الركنين ) أي اليمانيين ، وعند أبي داود من وجه آخر " وكانوا إذا تواروا عن قريش بين الركنين مشوا ، وإذا طلعوا عليهم رملوا " وسيأتي في الذي بعده أن المشركين كانوا من قبل قعيقعان وهو يشرف على الركنين الشاميين ، ومن كان به لا يرى من بين الركنين اليمانيين . ولمسلم من هذا الوجه في آخره " فقال المشركون . هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى وهنتهم ، لهؤلاء أجلد من كذا " .

                                                                                                                                                                                                        الحديث السادس حديث ابن عباس أيضا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية