الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3501 حدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حصين عن سعد بن عبيدة قال جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوءك قال نعم قال فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل قال فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        رابعها حديث ابن عمر . قوله : ( حدثنا حسين ) هو ابن علي الجعفي ، وأبو حصين بفتح أوله والمهملتين ، وسعد بن عبيدة بضم العين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( جاء رجل إلى ابن عمر ) تقدم في مناقب عثمان .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فذكر عن محاسن عمله ) كأنه ضمن " ذكر " معنى " أخبر " فعداها بعن ، وفي رواية الإسماعيلي " فذكر [ ص: 91 ] أحسن عمله " وكأنه ذكر له إنفاقه في جيش العسرة وتسبيله بئر رومة ونحو ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم سأله عن علي فذكر محاسن أعماله ) كأنه ذكر له شهوده بدرا وغيرها وفتح خيبر على يديه وقتله مرحبا ونحو ذاك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( هو ذاك ، بيته أوسط بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم ) أي أحسنها بناء ، وقال الداودي : معناه أنه في وسطها وهو أصح . ووقع عند النسائي من طريق عطاء بن السائب ، عن سعد بن عبيدة في هذا الحديث " فقال : لا تسأل عن علي ولكن انظر إلى بيته من بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - . وله من رواية العلاء بن عيزار قال : سألت ابن عمر عن علي فقال : " انظر إلى منزله من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ليس في المسجد غير بيته " وقد تقدم ما يتعلق بترك بابه غير مسدود في مناقب أبي بكر رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فأرغم الله بأنفك ) الباء زائدة معناه أوقع الله بك السوء واشتقاقه من السقوط على الأرض فيلصق الوجه بالرغام وهو التراب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فاجهد على جهدك ) أي ابلغ على غايتك في حقي ، فإن الذي قلته لك الحق ، وقائل الحق لا يبالي بما قيل في حقه من الباطل . ووقع في رواية عطاء المذكورة " قال : فقال الرجل : فإني أبغضه . فقال له ابن عمر : أبغضك الله تعالى " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية