قال رحمه الله تعالى : سألت أبو يوسف رضي الله عنه قال : لا بأس أن يخرج من أبا حنيفة الحرم وحجارته إلى الحل وبه يأخذ قال وسمعت تراب يحدث عن [ ص: 155 ] ابن أبي ليلى عن عطاء بن أبي رباح ابن عباس رضي الله تعالى عنهم أنهما كرها أن يخرج من تراب وابن عمر الحرم وحجارته إلى الحل شيئا وحدثنا شيخ عن رزين مولى علي بن عبد الله بن عباس أن علي بن عبد الله كتب إليه أن يبعث إليه بقطعة من المروة يتخذها مصلى يسجد عليه ( قال ) : رحمه الله تعالى لا خير في أن يخرج من حجارة الشافعي الحرم ولا ترابه شيء إلى الحل لأن له حرمة ثبتت باين بها ما سواها من البلدان ولا أرى والله تعالى أعلم أن جائزا لأحد أن يزيله من الموضع الذي باين به البلدان إلى أن يصير كغيره ( قال ) : وقد أخبرنا الشافعي عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرق عن أبيه عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال : قدمت مع أمي أو قال جدتي مكة فأتتها فأكرمتها وفعلت بها فقالت صفية بنت شيبة صفية : ما أدرى ما أكافئها به فأرسلت إليها بقطعة من الركن فخرجت بها فنزلنا أول منزل فذكر من مرضهم وعلتهم جميعا قال : فقالت أمي أو جدتي ما أرانا أتينا إلا أنا أخرجنا هذه القطعة من الحرم فقالت لي : وكنت أمثلهم انطلق بهذه القطعة إلى صفية فردها وقل لها إن الله جل وعلا وضع في حرمه شيئا فلا ينبغي أن يخرج منه قال عبد الأعلى فقالوا لي : فما هو إلا أن تجينا دخولك الحرم فكأنما أنشطنا من عقل .
( قال ) : رحمه الله تعالى وقال غير واحد من أهل العلم : لا ينبغي أن يخرج من الشافعي الحرم شيء إلى غيره .