باب شهادة القاذف ( قال ) رحمه الله تعالى : قال الله تبارك وتعالى { الشافعي والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا } ( قال ) رحمه الله تعالى : فأمر الله عز وجل أن يضرب القاذف ثمانين ولا تقبل له شهادة أبدا وسماه فاسقا إلا أن يتوب فقلنا يلزم أن يضرب ثمانين وأن لا تقبل له شهادة وأن يكون عندنا في حال من سمي بالفسق إلا أن يتوب فإذا تاب قبلت شهادته وخرج من أن يكون في حال من سمي بالفسق قال وتوبته إكذابه نفسه فإن قال قائل فكيف تكون التوبة الإكذاب ؟ قيل له : إنما كان في حد المذنبين بأن نطق بالقذف ، وترك الذنب هو أن يقول القذف باطل وتكون التوبة بذلك ، وكذلك يكون الذنب في الردة بالقول بها والتوبة الرجوع عنها بالقول فيها بالإيمان الذي ترك فإن قال قائل فهل من دليل على هذا ؟ ففيما وصفت كفاية وفي ذلك دليل عن الشافعي سنذكره في موضعه فإن كان القاذف يوم قذف ممن تجوز شهادته فحد قيل له مكانه إن تبت قبلت شهادتك فإذا أكذب نفسه قبلت شهادته ، وإن لم يفعل لم تقبل حتى يفعل لأن الذنب الذي ردت به شهادته هو القذف فإذا أكذب نفسه فقد تاب وإن عمر لم تقبل شهادته من قبل أن ردها كان من وجهين أحدهما سوء حاله قبل أن يقذف ، والآخر القذف فإذا خرج من أحد الوجهين لم يخرج من الوجه الآخر ولكن يكون خارجا من أن يكون فيه علة قذف وهو ممن لا تجوز شهادته ، ثم تاب فإذا أكذب نفسه وثبت عليه علة رد الشهادة بسوء الحال حتى تختبر حاله فإذا ظهر منه الحسن قبلت شهادته ، وهكذا لو رد الشهادة بالقذف لم تقبل شهادته إلا بإكذابه نفسه في القذف ، وهكذا لو حد مملوك حسن الحال ، ثم عتق لم تقبل شهادته إلا بإكذابه نفسه في القذف فقال لي قائل : أفتذكر في هذا حديثا فقلت إن الآية لمكتفى بها من الحديث وإن فيه لحديثا ( أخبرنا حد ذمي حسن الحال ، فأسلم الربيع ) قال ( أخبرنا ) قال أخبرنا الشافعي قال سمعت ابن عيينة الزهري يقول : زعم أهل العراق أن لا تجوز ، فأشهد لأخبرني ، ثم سمى الذي أخبره أن شهادة القذف رضي الله تعالى عنه قال عمر بن الخطاب لأبي بكرة تب تقبل شهادتك ، أو إن تبت قبلت شهادتك قال سفيان شككت بعدما سمعت الزهري يسمي الرجل فسألت فقال لي عمر بن قيس هو فقيل سعيد بن المسيب لسفيان شككت في خبره فقال لا هو سعيد إن شاء الله تعالى ( قال ) ؟ رحمه الله تعالى : وبلغني عن الشافعي مثل هذا المعنى ( أخبرنا ابن عباس الربيع ) قال ( أخبرنا ) قال حدثنا [ ص: 95 ] الشافعي إسماعيل بن إبراهيم عن ابن أبي نجيح أنه قال في وقال كلنا نقوله فقلت من ؟ قال القاذف إذا تاب قبلت شهادته عطاء وطاوس . ومجاهد