الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5824 6178 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=655710أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " nindex.php?page=treesubj&link=18845_7854_8208إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان". [انظر: 3188 - مسلم: 1735 - فتح: 10 \ 563]
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=655709 "الغادر يرفع له لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان بن فلان".
وعنه: "إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: .. " هذا الحديث.
اللواء: ممدود، وقوله: ("هذه غدرة فلان ابن فلان"). فيه رد لقول من زعم أنه لا يدعى الناس يوم القيامة إلا بأمهاتهم; لأن فيه سترا على آبائهم، ومصداق هذا الحديث في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا [الحجرات: 13] قال أهل التفسير: الشعوب: النسب الأبعد، والقبائل: النسب الأقرب. يقال: فلان من بني فلان. غير أن النسب إلى الآباء وإن كان هو الأصل، فقد جاء في الحديث أن يدعى المرء بأحب أسمائه إليه، وأحبها إليه أن يدعى بكنيته; لما في ذلك من توقيره، والدعاء بالآباء أشد في التعريف وأبلغ في التمييز، وبذلك نطق الكتاب والسنة. وقد كان الأعراب الجفاة يأتون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس مع أصحابه فيقولون: أيكم محمد بن عبد المطلب؟ ولا يذكرون ما شرفه الله به من النبوة المعصومة والرسالة المؤيدة،
[ ص: 595 ] فلا ينكر ذلك عليهم; لما خصه الله تعالى به من الخلق العظيم، وجبله عليه من الطبع الشريف.
فصل:
وفيه: جواز nindex.php?page=treesubj&link=30259الحكم بظواهر الأمور إذا لم يكن علم بواطنها; لأنه قد يجوز أن يكون كثير من الناس فيمن يدعى إلى أبيه في الظاهر وليس كذلك في الباطن.
ودل عموم هذا الحديث على أنه إنما يدعى الناس بالآباء، ولا يلزم داعيهم البحث عن حقيقة أمورهم والتنقير عنهم.