الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17140المكي بن إبراهيم، عن حنظلة، عن نافع، قال أصحابنا، عن nindex.php?page=showalam&ids=17140المكي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=655438 "من الفطرة قص الشارب".
حدثنا علي، ثنا سفيان قال: nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ثنا، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رواية: nindex.php?page=hadith&LINKID=657385nindex.php?page=treesubj&link=776_761_756_738 "الفطرة خمس - أو - خمس من الفطرة - الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب".
الشرح:
(معنى قوله: (قال أصحابنا عن المكي) بعد تحديثه عن nindex.php?page=showalam&ids=17140المكي، عن حنظلة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع أنه رواه عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع وأصحابه وصلوه عنه، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا كذا ظهر لي. و (يحفي) بضم أوله رباعي، أي: يستقصي في أخذه.
[ ص: 107 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: أي يقصه كما في الحديث، وهو أن يظهر حرف الشفة العليا وما قاربه من أعلاه ويأخذ فاسدها فوق ذلك وينزع ما قارب الشفة وجانبي الفم ولا يفعل من القص إلا هذا وقيل: الإحفاء الحلق، وهو قول الكوفيين، ودليل الأول قوله: "قص الشارب".
قال: وقد يحتمل الإحفاء الوجهين، وإذا كان أحد الحديثين مفسرا فغني عن المبهم، وفي الحديث أنه قال في الخوارج: "سيماهم التسبيت" ، وهو حلق الشارب من أصله، واحتج nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك لهذا بأن (عمر) كان إذا كربه أمر فتل شاربه ونفخ .
فلو كان الاستئصال لم يجد ما يفتل، وقيل: أطلق الشارع لأمته الوجهين الحلق بقوله: "أحفوا" والقص بقوله: "قص الشارب".
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: حلق الشارب مثلة، ويؤدب فاعله .
فصل:
قوله: ("خمس من الفطرة .. ") إلى آخره، وقد سلف الكلام عليه، وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال ابتلاه بالطهارة خمس في الرأس، وخمس في الجسد: السواك والمضمضة والاستنثار .
[ ص: 108 ] (وأولها) nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي بالاستنشاق وحلق الشارب، وأبدله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي بالقص وفرق الرأس، وجعل الداودي موضعه مسح الأذنين، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، والختان، والاستنجاء عند الغائط والبول، وروي موضع الفرق غسل البراجم، وموضع الاستنجاء الاستحداد، وجاء فيه في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في النتف والتقليم والقص عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وقت أن لا نترك أكثر من أربعين يوما ، وذكر أن السرعة به تثير الشهوة، وتركه يقصر منها.
فصل:
الفطرة: هنا المراد بها السنة.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي: أن nindex.php?page=treesubj&link=738الختان فرض; لأنه شعار الدين كالكلمة، وبه يتميز المسلم من الكافر، وقاسه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بأنه عنده سنة على قطع الغرة، و (ينازع فيه بأن قطعها واجب حفظا لحرمة الطعام) ; ولأن المقصود النظافة كقص الظفر.