أي كصلاته في الأركان وغيرها إلا فيما يأتي فيكبر بعد افتتاحه قبل التعوذ والقراءة سبعا في الأولى وخمسا في الثانية يرفع يديه ويقف بين كل تكبيرتين كآية معتدلة ، ويقرأ في الأولى جهرا بسورة ق وفي الثانية اقتربت في الأصح ، أو بسبح والغاشية قياسا ولوروده بسند ضعيف ( لكن ) تجوز زيادتها على ركعتين ، [ ص: 422 ] بخلاف العيد ، وأيضا ( قيل ) هنا إنه ( يقرأ في الثانية ) بدل اقتربت ( { ( وهي ركعتان ) للاتباع ( كالعيد ) إنا أرسلنا نوحا } ) لاشتمالها على الاستغفار ونزول المطر اللائقين بالحال ورده في المجموع باتفاق الأصحاب على أن الأفضل أن يقرأ فيهما ما يقرأ في العيد ولما قدم أنها كالعيد ربما توهم إعطاؤها حكمه في وقته لا سيما وهو وجه دفع ذلك بقوله وينادي لها الصلاة جامعة ( العيد في الأصح ) بل ولا بوقت من الأوقات ، بل يجوز فعلها متى شاء ولو في وقت الكراهة على الأصح ; لأنها ذات سبب فدارت معه كصلاة الكسوف ، ومقابل الأصح تختص به ; لأنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي في العيد كما مر ، وإنما يصلي في العيد في وقت خاص ( ( ولا تختص ) صلاة الاستسقاء ( بوقت ) ) في الأركان والشروط والسنن ، ويندب أن يجلس أول ما يصعد المنبر ، ثم يقوم فيخطب ( لكن يستغفر الله تعالى بدل التكبير ) فيقول قبل الخطبة الأولى تسعا وقبل الثانية سبعا ، والأولى أن يقول : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ; لأنه أليق بالحال ولخبر ويخطب كالعيد الترمذي وغيره { } ويكثر من الاستغفار حتى يكون هو أكثر دعائه ومن قوله { من قاله غفر له وإن كان فر من الزحف استغفروا ربكم إنه كان غفارا } إلى { ويجعل لكم أنهارا } ( اللهم ) أي يا الله ( أسقنا ) بقطع الهمزة من أسقى ( غيثا ) بمثلثة أي مطر ( مغيثا ) بضم الميم : أي منقذا من الشدة بإروائه ( هنيئا ) بالمد والهمز أي طيبا لا ينغصه شيء ( مريئا ) أي محمود العاقبة ( مريعا ) بفتح الميم وكسر الراء وبياء تحتية ويروى بضم الميم وبالموحدة ومرتعا بالمثناة فوق : أي ذا ريع : أي بماء مأخوذ من المراعة ( غدقا ) بغين معجمة ودال مهملة مفتوحة : أي كثير الماء والخير ، وقيل الذي قطره كبار ( مجللا ) بفتح الجيم وكسر اللام يجلل الأرض : أي يعمها كجل الفرس ، وقيل هو الذي يجلل الأرض بالنبات ( سحا ) بفتح السين وتشديد الحاء المهملة : أي شديد الوقع على الأرض ( طبقا ) بفتح الطاء والباء الموحدة أي مطبقا على الأرض : أي مستوعبا لها فيصير كالطبق [ ص: 423 ] عليها ( دائما ) إلى انتهاء الحاجة إليه ; لأن دوامه عذاب ( اللهم اسقنا الغيث ) تقدم شرحه ( ولا تجعلنا من القانطين ) أي الآيسين بتأخير المطر . اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك . اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأسكنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض . اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري ، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك ( اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ، فأرسل السماء ) أي المطر ، ويجوز أن يراد به المطر مع السحاب ( علينا مدرارا ) أي درا كثيرا : أي مطرا كثيرا ( ويستقبل القبلة ) استحبابا ( بعد صدر الخطبة الثانية ) وهو نحو ثلثها كما في الدقائق ، فإن استقبل له في الأولى لم يعده في الثانية ، نقله في البحر عن نص الأم ، وإذا فرغ من الدعاء استدبرها وأقبل على الناس يحثهم على طاعة الله تعالى إلى فراغه كما في الشرحين والروضة ( ويبالغ في الدعاء ) حينئذ ( سرا وجهرا ) فيسر القوم أيضا حالة إسراره ويؤمنون على دعائه حالة جهره به قال تعالى { ( ويدعو في الخطبة الأولى ) جهرا ويقول ادعوا ربكم تضرعا وخفية } جاعلين ظهور أكفهم إلى السماء كداع لكل رفع بلاء ومن دعا بحصول شيء عكس ذلك ، ويكره له رفع يد متنجسة ، فإن كان عليها حائل احتمل عدم الكراهة قال ويرفعون أيديهم في الدعاء رضي الله عنه : وينبغي أن يكون من دعائهم في هذه الحالة : اللهم إنك أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك وقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا اللهم فامنن علينا بمغفرة ما قارفنا وإجابتك في سقيانا وسعة في رزقنا [ ص: 424 ] ذكره في المجموع وحذفه إمامنا المصنف من المحرر اختصارا تفاؤلا بتغير الحال من الشدة إلى الرخاء للاتباع وكان عليه الصلاة والسلام يحب الفأل الحسن ( فيجعل يمينه ) أي يمين ردائه ( يساره وعكسه للاتباع ) قال ( ويحول ) الخطيب ( رداءه عند استقباله ) القبلة : وكان طول ردائه صلى الله عليه وسلم أربعة أذرع وعرضه ذراعين وشبرا ( وينكسه ) بفتح أوله مخففا وبضمه مثقلا عند استقباله ( في الجديد فيجعل أعلاه أسفله وعكسه ) ; لأنه عليه الصلاة والسلام استسقى وعليه خميصة سوداء فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها ، فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه ، فهمه بذلك يدل على استحبابه وتركه للسبب المذكور ، والقديم لا يستحب ذلك ; لأنه لم يفعله ، ومتى جعل الطرف الأسفل الذي على الأيسر على الأيمن والآخر على الأيسر حصل التنكيس والتحويل جميعا ، والخلاف في الرداء المربع أما المدور والمثلث فليس فيهما إلا التحويل قطعا وكذا الطويل ، ومراد من عبر بعدم تأتي ذلك تعسره لا تعذره ( ويحول الناس ) وينكسون وهم جلوس كما نقله البيهقي عن بعض الأصحاب ، ويدل عليه قوله مثله فهو مساو لقول أصله ويجعل على أنه في بعض النسخ عبر بعبارة أصله ( مثله ) تبعا له للاتباع ( الأذرعي قلت ويترك ) بضم أوله أي رداء الخطيب والناس ( محولا حتى ينزع الثياب ) عند رجوعهم إلى منازلهم ; لأنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه غير رداءه قبل ذلك ، واستحباب التحويل خاص بالرجل دون المرأة والخنثى جزم به ابن كبن وهو متجه وإن لم أقف على مأخذه ( ) كسائر السنن ; لأنهم محتاجون كما هو محتاج بل أشد غير أنهم لا يخرجون إلى الصحراء مع وجود الوالي في البلد إلا بإذنه كما اقتضاه كلام ولو ترك الإمام الاستسقاء فعله الناس لخوف الفتنة نبه عليه الشافعي الأذرعي ( جاز ) لما صح من أنه صلى الله عليه وسلم خطب ، ثم صلى ، لكنه في حقنا خلاف الأفضل ; لأن فعل الخطبتين بعد الصلاة هو الأكثر من فعله صلى الله عليه وسلم . ( ولو خطب ) له ( قبل الصلاة )