الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( ورخص لراع بعد العقبة أن ينصرف ، ويأتي الثالث : فيرمي لليومين ) ش قال في التوضيح : وقال محمد : يجوز لهم ذلك ، ويجوز لهم أن يأتوا ليلا فيرموا ما فاتهم في ذلك اليوم انتهى .

                                                                                                                            ونقله ابن عرفة وغيره ، والظاهر : أنه ليس بخلاف ; لأنه إذ رخص لهم في تأخير الرمي ، ولليوم الثاني فرميهم ليلا أولى بالجواز إلا أنهم إذا جاءوا ليلا إلى منى فيظهر من كلام صاحب الطراز أنه يلزمهم حكم المبيت بها قال ; لأن حاجة الرعي إنما تكون بالنهار ، فإذا غربت الشمس فقد انقضى وقت الرعي وبهذه العلة فرق أصحاب الشافعي بينهم وبين أهل السقاية إذا غربت لهم الشمس بمنى قالوا ; لأن سقايتهم بالليل والنهار فكان لهم ترك المبيت بمنى بخلاف الرعاة ( تنبيه : ) لم يذكر المصنف هنا حكم السقاية مع أنه أشار إلى ذلك في مناسكه قال في الطراز : يجوز لأهل السقاية ترك المبيت بمنى ويبيتون بمكة ويرمون الجمار بمنى نهارا ويعودون إلى مكة انتهى .

                                                                                                                            وعلم من كلام صاحب الطراز أن أهل السقاية ليسوا كالرعاة في تأخير الرمي ، وكلام المصنف في مناسكه يقتضي أنهم سواء ( فائدة : ) تتضمن الكلام على حكمة أصل خروج سابق الحاج المبشر عنهم بسلامتهم ووقت خروجه ، هل هو يوم العيد أو بعد مضي أيام التشريق ؟ قال الشيخ جلال الدين السيوطي في حاشية الموطإ في جامع القضاء : إن رجلا من جهينة كان يسبق الحاج ما نصه أخرج الخطيب البغدادي في كتابه ثاني التلخيص من طريق حسين العجلي عن علي بن زيد عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال تخرج الدابة من جبل أجياد في [ ص: 133 ] أيام التشريق والناس بمنى قال فلذلك جاء سابق الحاج يخبر بسلامة الناس ( قلت : ) هذا أصل قدوم المبشر عن الحاج ، وفيه بيان السبب في ذلك ، وأنه كان من زمن عمر بن الخطاب إلا أن المبشر الآن يخرج من مكة يوم العيد وحقه أن لا يخرج إلا بعد أيام التشريق ، ثم رأيت ابن مردويه أخرج في السيرة من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أبي أسيد أراه رفعه ، قال : تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة فبينما هم قعود تربوا الأرض فبينما هم كذلك إذ تصعدت قال ابن عيينة تخرج حين يسري الإمام من جمع ، وإنما جعل سابق الحاج ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج فهذه الرواية تقتضي أن خروج المبشر يوم العيد واقع موقعه انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية