( 6823 ) فصل : أو يعلم أنه من قوم يدخلون كلهم في العقل ، ومن لا يعرف ذلك منه لا يحمل ، وإن كان من قبيلته ، فلو كان القاتل قرشيا ، لم يلزم قريشا كلهم التحمل ، فإن قريشا وإن كانوا كلهم يرجعون إلى أب واحد ، إلا أن قبائلهم تفرقت ، وصار كل قوم ينتسبون إلى أب يتميزون به ، فيعقل عنهم من يشاركهم في نسبهم إلى الأب الأدنى ، ألا ترى أن الناس كلهم بنو آدم ، فهم راجعون إلى أب واحد ، لكن إن كان من فخذ واحد ، يعلم أن جميعهم يتحملون ، وجب أن يحمل جميعهم ، سواء عرف أحدهم نسبه أو لم يعرف ; للعلم بأنه متحمل على أي وجه كان . ولا يحمل العقل إلا من يعرف نسبه من القاتل ،
وإن لم يثبت نسب القاتل من أحد ، فالدية في بيت المال ; لأن المسلمين يرثونه إذا لم يكن له وارث ، بمعنى أنه يؤخذ ميراثه لبيت المال ، فكذلك يعقلونه على هذا الوجه . وإن وجد له من يحمل بعض العقل ، فالباقي في بيت المال كذلك .