الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7937 ) فصل : وإذا عقدا النضال ، ولم يذكرا قوسا ، فظاهر كلام القاضي ، أنه يصح ، ويستويان في القوس ، إما العربية ، وإما العجمية ، وقال غيره : لا يصح حتى يذكرا نوع القوس الذي يرميان عليه في الابتداء ; لأن إطلاقه ربما أفضى إلى الاختلاف ، وقد أمكن التحرز عنه بالتعيين للنوع ، فيجب ذلك . وإن اتفقا على أنهما يرميان بالنشاب في الابتداء ، صح ، وينصرف إلى الرمي بالقوس الأعجمية ; لأن سهامها هو المسمى بالنشاب ، وسهام العربية يسمى نبلا . فإن عين نوعا من القسي ، لم يجز العدول عنها إلى غيرها ; لأن أحدهما قد يكون [ ص: 383 ] أحذق بالرمي بأحد النوعين دون الآخر . وإن عينا قوسا بعينها ، لم تتعين ; لأنها قد تنكسر ، ويحتاج إلى إبدالها ; لأن الحذق لا يختلف باختلاف عين القوس ، بخلاف النوع .

                                                                                                                                            وإن تناضلا على أن يرمي أحدهما بالعربية ، والآخر بالفارسية ، أو أحدهما بقوس الزنبور ، والآخر بقوس الجرخ ، أو قوس الحسبان ، وهو قوس سهامه قصار ، يجعل في مجرى مثل القصبة ، ثم يرمي بها ، ففيها وجهان ; أحدهما ، يصح . وهو قول القاضي ، ومذهب الشافعي ; لأنهما نوعا جنس ، فصحت المسابقة مع اختلافهما ، كالخيل والإبل . والثاني ، لا تصح المسابقة مع اختلافهما ; لأنهما يختلفان في الإصابة ، فجرى مجرى المسابقة بين جنسين . وكذلك الحكم في المسابقة بين نوعي الخيل والإبل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية