الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6566 3036 - (6602) - (2 \ 172) أن عبد الله بن عمرو، قال: إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن أفضل الأعمال؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصلاة "، ثم قال: مه؟ قال: " الصلاة "، ثم قال: مه؟ قال: " الصلاة " ثلاث مرات قال: فلما غلب عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجهاد في سبيل الله "، قال الرجل: فإن لي والدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آمرك بالوالدين خيرا "، قال: والذي بعثك بالحق نبيا لأجاهدن ولأتركنهما؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنت أعلم ".

التالي السابق


* قوله: "الصلاة": أحاديث أفضل الأعمال وردت مختلفة، وقد ذكر العلماء في توفيقها وجوها، من جملتها: أن الاختلاف بالنظر إلى اختلاف أحوال [ ص: 364 ] المخاطبين، فمنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بعمل، ومنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بآخر.

* "مه": أي: ماذا؛ أي: أفضل الأعمال ماذا بعد الصلاة؟ وعلى هذا، فالجواب بالصلاة غير ظاهر؛ إذ لا يمكن أن تكون الصلاة أفضل الأعمال بعد الصلاة، إلا أن يحمل الصلاة أولا على الفرض، وثانيا على نحو الرواتب، وثالثا على التطوع الصرف.

والأقرب أن الجواب من أسلوب الحكيم؛ بمعنى أنك لا تسأل عن الأفضل بعد الصلاة؛ فإنه لا يوافقك، بل اقتصر على معرفة الأفضل مطلقا، فصار الأمر كما أفاده صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب؛ حيث إنه ترك رضا الوالدين، واشتغل بالجهاد.

* "ولأتركنهما": كأنه صلى الله عليه وسلم علم جواز تركهما؛ لاستغنائهما عنه، أو رضاهما بذلك، وإن كان حضور الولد عندهما أرضى، أو لحاجة الإسلام إلى الجهاد، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية