الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5446 2675 - (5469) - (2 \ 76) عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة بعد طلوع الشمس، فقال: " رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد: فهذه المفاتيح، وأما الموازين: فهذه التي تزنون بها، فوضعت في كفة، ووضعت أمتي في كفة، فوزنت بهم فرجحت، ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم فوزن، ثم جيء بعمر فوزن فوزن، ثم جيء بعثمان فوزن بهم ثم رفعت ".

التالي السابق


* قوله: "فهذه المفاتيح": لعل إعطاءها للتنبيه على أن هذه الأمة يفتحون بها خزائن الأرض، والله تعالى أعلم.

* "فهذه التي تزنون بها": لعله أعطي ليأمر أمته بالعدل فيها، ويحتمل أن يكون للتنبيه على أن هذه الأمة يبحثون عن الأسرار، ويرجحون بها البعض على البعض؛ كما وقع لهم في مواضع؛ كمسألة تفضيل الأنبياء - عليهم الصلاة [ ص: 154 ] والسلام - على الملائكة، وتفضيل الصحابة، وغير ذلك، وهذا هو المناسب بقوله.

* "فوضعت": على بناء المفعول، ويحتمل أنه جيء بها لمجرد أن يؤزن هؤلاء الأجلاء؛ تنبيها على فضلهم، وهو المناسب بقوله: "ثم رفعت" لكن لا يناسبه قوله: "أعطيت الموازين" والله تعالى أعلم.

"فوزنت بهم": على بناء المفعول.

* "فرجحت": أي: زدت عليهم في الفضل.

" "فوزن بهم": على بناء المفعول.

"فوزن": على بناء الفاعل؛ أي: ساواهم في الوزن، أو ترجح عليهم.

* "ثم جيء بعمر فوزن": أي: بمن عدا أبي بكر.

وبالجملة: فإن كان معنى قوله: "فوزن" أنه ساواهم في الوزن، فالحديث يفيد أن فضل أبي بكر على ضعف فضل عمر.

وكذا عمر فضله على ضعف عثمان.

* "ثم رفعت": أي: الموازين، والله تعالى أعلم.

وفي "المجمع": رواه أحمد، والطبراني، ورجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية