الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6475 2960 - (6511) - (2 \ 162) سمعت عبد الله بن عمرو، من فيه إلى في يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا، وأضلوا ".

التالي السابق


* قوله: "انتزاعا": قيل: هو مفعول مطلق لـ"يقبض" للنوع، نحو: "رجع القهقرى" و"ينتزعه " صفة له.

قلت: وهو بعيد؛ إذ الظاهر أن ضمير ينتزعه للعلم، لا للانتزاع، فلا عائد للموصوف". والأقرب أن الجملة استئناف مبين للقبض انتزاعا، وجوز بعضهم أن "انتزاعا" مفعول مطلق لينتزعه، والجملة حال، أو هو حال من فاعل "يقبض" [ ص: 311 ] أو مفعوله، بتأويل المصدر باسم الفاعل أو المفعول.

* "رؤوسا": جمع رأس، وجاء جمع رئيس.

* "فسئلوا": على بناء المفعول، والضمير للرؤوس، ويمكن أن يجعل على بناء الفاعل على أن الضمير للناس، والمفعول محذوف، إلا أنه لم يشتهر رواية، وفيه تكلف دراية.

* "فضلوا": أي: بتلك الفتوى، ولذلك رتب عليها بالفاء، ويمكن أن يحمل هذا الضلال على ضلال حملهم على الفتوى، فالترتيب باعتبار الأمرين؛ أي: فجمعوا بين الضلال والإضلال.

* * *




الخدمات العلمية