الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5943 قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أشراط الساعة إذا تطاول رعاء البهم في البنيان. .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا التعليق مضى موصولا مطولا في كتاب الإيمان في باب سؤال جبريل عليه السلام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم [ ص: 275 ] عن الإيمان; فإنه أخرجه هناك عن مسدد.. إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك. قوله: "من أشراط الساعة"؛ أي: من علامات يوم القيامة، وهو جمع شرط، بفتحتين، وإنما جمع جمع القلة مع أن العلامات أكثر من العشرة; لأن بين الجمعين معارضة، أو أن الفرق بينهما في الجموع النكرة لا في المعارف.

                                                                                                                                                                                  قوله: "رعاة البهم" بضم الراء وبتاء التأنيث في آخره، هكذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني: رعاء، بكسر الراء وبالهمزة مع المد، وقال ابن الأثير: الرعاء، بالكسر والمد، جمع راعي الغنم، وقد يجمع على رعاة، بالضم. والبهم، بضم الباء: جمع الأبهم، وهو الذي يخلط لونه شيء سوى لونه، وبفتحها: جمع البهمة، وهي أولاد الضأن، وقيل: البهم أيضا المجتمعة منها ومن أولاد المعز، وحاصله أن الفقراء من أهل البادية تبسط لهم الدنيا يتباهون في إطالة البنيان، وهؤلاء الذين يقولون: بلاد مصر والشام كانوا في بلادهم لا يملكون شيئا وهم في أضيق المعيشة وغالبهم كانوا رعاة، وأنهم يبنون كل قصر من خزف يصرف عليه أكثر من قنطار من ذهب، ويسرفون في المآكل والمشارب والملابس بما لا يرضى الله به ولا رسوله، والأمر لله الواحد القهار.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية